أخى قابيــــــل
على قلبى - تسيل كأنها نار- دِما قلبى
وماء العين ملءُ العينْ
وفي الأحشاء سكّينُ وفي الجنبين
على قلبي
دِما قلبي
تسيل كأنها من عينْ
وتخنقُني أحاسيسي ، تدقُّ عليّ بالرجلينْ
غِشاواتُ
غِشاوات
غشاواتُ
وأنيابُ تمزقنى ، وأصوات
فيا أحزانُ هِدّى الصبر ، يا أحزان
خذي غرفة دمع وأغسلي بالملح نزف القلب والشريان
ولا تستكثري الّوم ، فلا لّم عليك الآن
أنا ((هابيل))
طريحُ الأرض يلكزني بنعليه أخي ((قابيل))
ويمسح ما بكفّيه على شعري دماً قاني
دمي القاني...
ينقّط من سلاح أخى على شفتي وأجفاني
وفي شفتي دمُ وتراب
وجسمي تحته الأحجارُ مُلقى في الطريق العام
تُكشر حوله طمعاً وُحوش الغاب
ويسخرُ من غرابة وضعه الأغراب
يرقُّ إلى أخيه غُرابْ
وذاك أخي
ينُطُّ الجمرُ من عينيه يرشح قلبه بالسم
يُطوّح في الهوا((الشلموخ)) يلعقُ من أصابعه بقايا الدم
ويمضي وهو لا يهتم
كأن ما ضمّنا يوماً ظلامُ الرِّحْم إذ كُنا جنينين
كأن ما ضمّنا الإثنين
وما قرّبنا يوماً
كجروين صغيرين:
حنانُ الصدر والثديين
وحجر الام اذ صرنا فطيمين
نقًرُّ العين
فيا قلبي تمزق باكيا واصرخ
وقل رباه كيف تُحجرُ الأغراضُ قلب الأخ
وكيف تُبلدُ الإحساس
فتغدو المثل العليا،
وكل مُقدس أشياء تحت مداسه تنداس
ويعرفه جميع الناس
ب(أنفورتاس)
لهذا فابك يا قلبي،
***
على قلبي-تسيل كأنها نارُ- دِما قلبي
وماءُ العينِ ملءُ العينْ
وفي الأحشاء سكّينُ وفي الجنبين
على قلبي- دِما قلبي تسيلُ كأنها من عَينْ