الحزن النبيل
النيل ساكنُ موجه .....
صمتُ مهيب يلف المكان فى ذلك المساء رمادى اللون ( مخدوش الفضا ... طويل الحزن ... مفتول الحنين ) ،،، وجهها كان يطفو فوق سطح الماء ... أيقن أنه ذلك الوجه الساكن أغوار أعماقه ،،، مابارح خياله لحظة - هو هناك فى منامه ،،،،،،،، كما هو حاضرُ فى هذيان حمى الصحو النهارى.
كان وجهها يدمن كعادته تحطيم بؤر السكون فى ذاكرته ... ويلامس وتر الدهشة فى روحه الشفيفة.
غارقاً فى أحزانه - كان - وركام اللاّمبالاة الباهتة ذلك المساء العادى المهمل المكثّف للحنين،،، تذكّر يوم أن سرقت الدنيا أمنيته المخبأة فى شفيف عقله الباطن ... فى لحظة عشم (كانت هاربة من قدرها ) بصباحات بلون البنفسج ... ومساءات بطعم الإشتهاء ... وزجت بها فى أحضان أحد أثرياء الحرب ... فى إحتفال جنائزى .. حزين .
المؤسف أنهما رهنا مستقبلهما لماض لم يحسنا قراءة ( معطيات الإمكان ) فى طياته ..و... ما قصّر فى حقّها .. ولكنهما ولدا فى زمان الخواء.... وغنى عليها ( غناوى الحسرة والأسف الطويل ).