التجاني يوسف بشير : قطرات من الندى رقراقه

قطـــرات

قطرات من الندى رقراقه

يصفق البشر دونها والطلاقه

ضمنتها من بهجة الورد أفواف

ومن زهرة القرنفل باقه

نثرت عقدها أصابع من نور

ترسلن خفة وأناقه

رب وشي نمقن في صفحة الورد

ونضرن في الربى أنماقه

ومصابيح أسرجتها يد الشمس

وضاء في زهرة خفاقه

يتقطرن أنجماً في أكاليا

من الزهر أسرجت اوراقه

وأفاق الضحى عليها وقد روت

أزاهيره وندت رواقه

تلك مطلولة وهاتيك سكرى

من ندى دافق وخمر مراقه

وهى براقة الضفاف ومرموقه

بيض الآلىء البراقه

نفضتها في الدهر أجنحه الأملاك

تلك الرفافة الصفاقه

فأصابت فيما تصيب فتى نقرن

أوتاره وهجن اعتلاقه

واستقلت بأصغريه..فكم

قومن أضعافه وانهضن ساقه

شاخصاً ما يزال يعزف ما شاء

على مزهر الندى أشواقه

كلما لج في الذهول أطباه المزهر

الرطب في يديه فشاقه

بعض أندائه فيوض من النور

ونبع من قوة خلاقه

لفها في الصبا وأضفى عليها

عبقرى المطارف الرياقه

فهى دفق من عالم كله قلب

خفوق ولوعة دفاقه

عالم الحسن والجمال ودنيا

الحب والقلب وجده واشتياقه

يتحدرن من ((مفاجع)) أيامى

ومهوى مدامعى الرقراقه

ويرجعن من ((مفاتن)) دنياي

صدى يزحم الهوى أبواقه

في مساب الندى وبين ذراعي

زهرات الربى من الشعر طاقه

افلتت من هدى النواظر واستذرت

بصمت تلفه اطراقه

جف من حولها الأريض ونام

العطر في مهده وأخلى مساقه

***

قطرات من الصبا والشباب

الغض منسابة به منساقه

ورهام من روحي الهائم الولهان

امكنت في الزمان وثاقه

ظل يهفو الى السماء ويشكو

لوعة الروح هاهنا واحتراقه

يتحدرن من ((معابد)) أيامي حنيناً..اسميته ((اشراقه))

***

قطرات من التأمل حيرى

مطرقات على الدجى مبراقه

تترسلن في جوانب آفاقي

شعاعاً..اسميته ((اشراقه))

المصير

اجد وتهزل فيما اجد

وتهرب من وجهه او تند

لهوت بقدس الهوى في القلوب

وأنكرت هيمنة المستبد

فيا وادعاً حالماً كالملائك

تهبط من حجرات الابد

يرف عليه شباب الفنون

وتبرق في وجنتيه (الفصد)

أتنكر عيناك هذا المصير

ويجحد حسنك هذا المرد؟

ويا صبوة ركزت في الضلوع

على غير سارية أو عمد

يشيدها الأمل المستفيض

ويحصدها اللهو فيما حصد

رميت بها في صميم الوجود

وأعلنتها فجر يوم الأحد

وضعت يدي حيث كان الفؤاد

وحيث يكون الهوى المتقد

وأرسلتها لك في لوعة

لعلك تعرف ماذا اجد

احبك حتى تبيد السماء

ويبتلع النيران الابد

قلب

راح يروى صداه

من نفحات العطور

يهيم تبغي يداه

قطف جني الزهور

يهفو لورد الشفاه

وأرى نحل الثغور

*

قلب كقلب الحياة

بين حنايا الأبد

تحد منه الجهات

! لكنه لا يحد

يرد صوت الرعاة

مجلجلاً كالرعد

*

قلب رمته السنون

بين مراقي الجبال

ملء فضاء الظنون

ملء سماء الخيال

تنال منه العيون

ويطبيه الجمال

*

دنيا.. تغيم السماء

!فيه ويهمي المطر

ينبدع ري وماء

! يصدى فيا للقدر

ويح البحور الظماء

ترشف ضوء القمر

جنى عليه النماء

اثمر حتىانقطف

كم ذا اثار الدماء

وكم بروحى نطف

صوح الا ذ ماء

وغاض الا نطــــف

*

يا قلب لا كالقلوب

يدفق  منك  الألم

ترمى  وراء   الغيوب

عينا  تحس  العـد م

ينهل  منك  الغـروب

وتسـتتفيض  الظـلم

*

يا للجــــــــلال   الر هـيب

أوغـل  فيه  الهيـام

ويا للقد س الحبيب

من  قلبى  المســــتهام

يمـزح  مر  النحيب

بذكريات  الغرام

*

وا ها  سليل  العـرين

يا جبرة   الأقـويا

يغض   هـذا  الحنين

يـا   جبـرة  الأقـويا

يكبر  منك  الأنين

يجمل  فيك   الرياء

*

ويحى  وويح  الضلوع

من  خافق  كا لقدر

يركض  بيين  الدموع

!أهـوج  دانى  الخـطر

ان  لنت  اخفى   الولوع

!!وان  عصيت  انفجر

Author's Notes/Comments: 

أحمد التجاني بن يوسف بشير بن الامام جزري الكتيابي. والكتياب بيت مشهور من بيوت السودان ، ممتاز بين قبائل الجعليين الذين عرفوا بالأقدام والكرم والسماحة . وعلى هذا فشاعرنا ولد في بيئه ذات فضل وثقافة دينية بحتة ، بيئة محافظة ، ذات تعاليم وتقاليد ، وكان مولده في ام درمان عام 1910.

ولقب بالتجاني تيمناً بصاحب الطريقة المعروفة ، وهذا الطابع الديني ظاهر في شعر التجاني الصوفي. ثم دفع وهو صغير الى خلوة عمه الشيخ محمد الكتيابي ، فحفظ القرآن ومشى في طريقه المرسوم الى المعهد العلمي في ام درمان فلم ينتقل من الجو الذي عاش فيه وانما ارتقى من درجة الى درجة ، وألم في المعهد بعلوم العربية والفقه وابتدأ يقرض الشعر بين أنداد له افذاذ.

وخرج من المعهد فاتصل بالصحافة ثم اعتكف في منزله وأكب على دراسات عنيفة انحصر جلها في استيعاب كتب الأدب القديم ، او كتب الصوفية والفلسفة ، وقد شغلته هذه الدراسات عن نفسه، فدب اليه الوهن ثم قضى.. مخلفاً هذا الإنتاج الباهر الخالد الذي

View sudan's Full Portfolio
tags: