(1 ) حين ينتصف الليل ، فتلهب شمس الوحدة ظهري بالسياطِ اللاهبة ؛ أصير بلا قدرة على التفكير ، عفواً ، لا . ربما بذهنٍ مشوّشٍ مِن رهقِ التفكير ، التأمّل ، الجنون ، لستُ أدري! وبلا قدرة على الحركة قيد أنملة مكبّلٌ كتمثالٍ في ساحةٍ شعبيةٍ! بل بلا قدرة حتى على الحياة! (2 ) أزحف على جثةِ الوقتِ النافقة كقرصِ شمسٍ بلونِ الدمِ يتكسّر على جسدِ بحرٍ رائقٍ في إستكانةِ المساء! (3 ) ها أنذا المسحوق بأقدامِ النصفِ في كلِّ شيءٍّ : يسحقني نصف وطنٍ ونصف منفى أيضاً يسحقني نصف جسدٍ ونصف حبيبةٍ أيضاً (4 ) يطاردني نصف حياةٍ ونصف موتٍ أيضاً يطاردني نصف عقلٍ ونصف جنونٍ أيضاً (5 ) يطاردني نصفِ إنتصارٍ ونصف هزيمةٍ أيضاً! حتى في الشربِ ، في حاناتِ السُكرِ ؛ يطاردني نصف كأسٍ ونصف سُكرٍ أيضاً! العيش فظيعة جداً وسط جحيم الأنصاف الذي لا يخبو ناره! (6 ) ولكن أتدرون ما الجميل في ذلك النصف ؟ أن تعيش بنصفِ روحٍ ونصف قلبٍ أيضاً! أن تعيش بنصفِ ملاكٍ ونصف شيطانٍ أيضاً! لكن المؤسف جداً أنني لم أمتلك يوماً شيئاً من هذه الأنصاف! (7 ) في منتصفِ الليل أو في منتصفِ النهار ؛ لا أحاول سوى أن أكون ناقصاً في كلِّ شيءٍّ أن أكون نصفاً لكلِّ شيءٍّ . نصفاً مِن كلِّ شيءٍّ الكمال يخيفني جداً حدّ الفزع!