هذيان ملعون بين شفير الغربة

 

يا الله! كل الشباب يحلمون بالإسراء إلى ملكوتكَ
في ليلةِ الفضيلةِ ، إذ يلقون آمانيهم في سلةِ
المشيئة الفارغة مِن كل شيء!
بينما أنذا لا أحلم سوى بقنينةِ نبيذٍ ردئ ، تترعني
الثمالة ، ومومسٍ رخيصٍ ، تحرق جسدي
بشمعداناتِ الشهوة!
*** *** ***
يا الله! لستُ عربيداً يتلفّعُ بالفجورِ والخطيئة!
لكنّي فقط لا أتصالح مع نبيذ الأمل المغشوش
التي لا تهبني ثمالة الموتى!
لستُ ألهث وراء جنانٍ مِن نسجِ الخيال!
لستُ أرغب في حاشيةِ نساءٍ بنهودٍ ضامرة ،
تتمايلن حولي بغنجٍ مفضوح!
كما ليس لديّ شهية لتذوّق المنّ والسلوى!
*** *** ***
يا الله! لستُ نزقاً كما لستُ جاحداً أيضاً ،
لنعمكَ المدعاة ، التي لا تثير شهيتي!
إذ أنني فقط بحاجة إلى مومسٍ رخيص
بنهدٍ يتقافز مِن وَخزِ الشهوة ،
وردفٍ أسبح فيه ، أتطهّر فيه
مِن رجسِ البؤسِ والألم!
جسدٌ ، أجعل منه محرابٌ ألوذ به
مِن ضجيجِ الوحشةِ
ومقاصلِ العدمِ
ومناجلِ البؤسِ!
*** ***
يا الله! لستُ متكلفاً كثيراً!
لا أسعَ إلى ملكوتكَ ،
حيث الفراديس المتخيّلة!
ذاكرتي ضعيفة لا تقوَ على التحمّل!
لا يمكنها التحليق إلى ماوراء العدم!
لا أطلبكَ وطناً ككلِّ شعوبِ العالم
ولا حتى بيتاً بسقفٍ يأويني!
فقط أهبني عاهرة ، أجعل مِن
جسدها مخبأ أدسّ فيه رأسي
المكتظّ بالخرابِ!
بين جدرانها أريح جسدي ،
الذي نهشته وحش الغربة!

Author's Notes/Comments: 

View sudan's Full Portfolio