(1 ) حيث ينضج الليل ؛ في سكينةٍ موجعةٍ ستخونني الكلمة التي تأبى أن تبارحَ كهوف اللغة ستخونني القصيدة التي تمتهن الغياب كحبيبةٍ تصفعها سطوة الجغرافيا! (2 ) وسيخونني الليل أيضاً ،،، هذا الذي يفصلني عن كل شيء ويقربني مِن كل شيء! هذا الليل الذي يبدو كعجوزٍ طاعنٍ في السن ، يمتص غليوناً صدئً ، في مقهى خالٍ من الرواد! هذا الليل الذي يبدو كنافذةِ غرفةٍ موصدة تقبع خلفها أنثى تتدثر بالوحدة! (3 ) كيف يمكنني أن أقول كل شيء بلا كلمة تسقط مِن رحمِ اللغة كيف يمكنني أن أصرخ بلا صوت يهطل مِن كمانِ الحنجرة ؛ فقط يمكنني أن أثمل بنبيذِ الغياب! (4 ) ها أنذا على ضفافِ ليلةٍ يتخثر الدم في أوردتها ؛ وحيداً ، يبتلعني تيه الأزمنة الهاربة ، حثيثاً نحو مستنقعات البؤس والفجيعة! في عزلةٍ مميتةٍ موحشةٍ ، في غربةٍ تمتص دم الوقت ، فيقع جثةً ناشِفةً بلا حراك ؛ سأكونُ ناجياً مِن موتٍ إلى موتٍ أكثر وحشةً! (5 ) أيها المحتفلون بالحب أو بالحبيبة ، لا يهم ؛ في أوطانٍ تستعدي الحب والحياة ؛ قبل أن تفعلوا ذلك ، أعطوني قنينة خمرٍ رخيصٍ أحرق بها وحدتي الناخر في عظام القلب أعطوني أمرأةً ملتاثةً بالرغبة ، تهشُّ عني ذباب الحزن! وقبل ذلك كلها ؛ أعطوني وطناً ، أو حتى زقاقاً ضيقاً يصلح لطقوس الحب أريدُ أن أكون بمنائ عن جميع مناظر القبح والعداء! أريدُ أن أكون بعيداً عن نظرات الدين وهراء القيم! أريدُ أن أكون بعيداً عن خطل الثقافة ووصاية الأخلاق! أريدُ أن أكون بعيداً عن كل شيء!