(1) حين ينتصف الليل ، ويهبط السواد كنصلٍ يمزق ثياب الشمس ، ويعصب عينيْ الضوء ؛ (2 ) حيث البراءة تذبح بسكينِ الشهوة وتوزع دمائها على ذئابِ الليل إرضاءً لشيطان الجسد الذي لا يعرف غير جنون القتل ؛ (3 ) حيث التأوّهات تصعد إلى قلبِ الليل فتمزق السكون الذي يكتنف جسد الحياة ؛ (4 ) حيث تشرّع زجاج النوافذ فتنحسر الستائر تحت ضربات الريح وتشنق الملابس على صليبِ إنتظار صباح ربما لا يأتي أبداً ؛ (5 ) حيث الله يطرد عباده الملاعين مِن حظيرةِ الفضيلةِ ، فيلوذون إلى حلبةِ الجسدِ لأجل مباراة أخيرة في سباقِ الخطيئة! (6 ) ها أنذا احتمي ببصيرةِ روحٍ أضناها التيه في متاهةٍ تأبى أن تزول ، فتمسّها بعض جنون ، وشيء مِن عينِ الله ، فترى كل شيء لكأنه خلف واجهة زجاج شفاف! (7 ) فتطفو مسحة براءة على وجهٍ مضيءٍ يلمع كبرقٍ في ليلٍ ينذر بالمطر وإبتسامةٍ وضّاءة تشبه موسم حصاد القمح! (8 ) يطفو جسداً ناعماً ينزلق تحت غطاءِ الليل بشرةٌ مغسولةٌ بماءِ الشمس لتغدو كفانوسِ ضوءٍ ينبعث مِن كوةِ ظلامٍ دامس! (9 ) تحت ثقلِ صمتٍ يشنق الضجيج على نافذةِ الليل ، فينبعث مِن ركامِ السكون صوت رخيم بلثغةٍ آسِرةٍ تشبه إلتذاذ أول قُبلة في حياةِ مراهقان يبحثان عن معنى الخطيئة ؛ يهبط كموسيقى تتدفّق مِن حنجرةِ الله ، يهش ذباب الحزن التي تطنُّ حولي يذيب حصى القلب ويصلب الروح على حقولِ الشوق!