كظل تطعنه سهام الضوء

 

حين تتفتح في الروح
زهرة الحزن ، لا أبال بشيء ؛
كظلٍّ تطعنه سهام الضوء
فتفرّ موجوعاً نحو الشمس!
كشظايا مرآة هشمتها يد أمرأة
لحظة غضب ،
مِن رجل خانها مع صبية خرقاء
لم تعرف بعد ، معنى الطمث!
بحنقٍ ، ولا مبالاة أيضاً
أحدق إلى ظلي المنعكس على مرآة الليل
والذي يشبه منطاد مثقوب
على بعد مسافة عن الأرض!
كثيراً ما ، ولسبب أعرفه جيداً
أحاول التخلّص مِن شرنقةِ العالم
التي تخنقني ،
لكأنها تريد أن تأخذ روحي رهينةً عندها!
لستُ أريد أن أجرُّ عربة الكون الخربة
المحمّلة بالجثثِ
ومعاطفَ ملوك كتبوا التأريخ
بدمٍ أبيضٍ!
بل أريد أن أصلب الليل
على شجرةِ النهار
والنهار على شجرةِ الليل ،
ليكون الضوء أكثر سطوعاً
والعتمة أكثر حُلكةً!
أريد أن أثقب بالونة الريح
بسهمِ الأشرعةِ الراسيةِ
على البحرِ الراكد ،
فتتيه السفن في عرضِ البحر!
أريد أن أقشّر جِلد التأريخ
بمنجلِ الشِّعرِ ،
أن أحكه ، حتى ينبجس دماً أحمراً
لنكتب به سَطراً جديداً ،
أقلّ غموضاً عن لونِ البراءةِ!
أريد أن أتسلل ، خِلسةً ، إلى غرفةِ اللغة
أشعل النار فيها ،
فتحترقَ ملابسها البرّاقة
لتخرجَ إلينا ، عاريةً ، في وضحِ النهارِ!
صِدقاً ، أنني في قطيعة مع كل شيء
حتى الحياة أيضاً ؛
لذا لا خيار لي ،
غير أن أصفع كل شيء
لأمضي نحو الأمام أو الخلف ؛
ذلك لا يهم ، ما يهم هو أن أمضي فحسب!

Author's Notes/Comments: 

View sudan's Full Portfolio