حين ينتصف الليل ، مِن أقاصي العالم البعيدة ؛ حيث الصقيع تقصف العِظام ، فتصرخ الروح ملدوغةً بالوحدة القاتلة ؛ أنظر إلى أمرأةٍ تسير عكس عقارب الحب ، في عراءٍ بائسٍ موحش! تحمل قلبها في مزهريةِ الليل وتسند جسدها على جدارِ الحزن النبيل! لا تريد أن تبوح أو أن تصرخ ولا أن تمدّ يدها لأحد ، فقط تتعرى مِن ثيابها وتحرق جسدها بدموعِ الحزن! تنكفئ على نفسها ، لا تريد أن تغوص في وحلِ الحبِ مع رجل لا يحترم جسدها ؛ هي لا تريد أن تؤكل على عجلٍ قبل أن تنضج روحها مع توابل الحب وقبل أن ينفلت جسدها مِن شرنقةِ الخطيئة ، محلقاً في سماءِ الشبقِ! تريد أن تظل وحيدة ، ككمانٍ لا تلوذ سوى إلى أوتارها!