وحي مِن سماءِ الكلمة! إليه في غربته الطويلة غربة الجسد والروح وغربة الزمكان . لستَ على حق ياحبيبي ولستُ انا على باطل! يتهمني اني اضيع وقته في الحديث معه هو يعشق قراءة الروايات ومشاهدة المسلسلات التركيه يتمرغ على بلاطِ كتبِ الأدبِ وينهل من نهرِ الكلماتِ المرسومةِ بأنامل ذهبية! يتبختر على احبالِ السياسة ويذرف الدموع على شواطئ عذابات المهمشين ويتحسر على وطنه الممزق وشيعته المطعونة في قوميتها وأرواحهم المسكوبة على التراب والماء الموؤدة أمام عيون العالم الواسعة مشغولا بصوت النحيب الذي يسمعه بالصحف والفيس وتصريحات الإذاعات العربية والأجنبية! يتهمني باللامبالاة بعدم موالتي لأحزان شهداء الحروب وسفك دماء الأقليات الملونة بكل ألوان العار! هو لايفهم أني فقدت زراعاي وصوتي أثر نحيب الماضي على خيبات المجرة وابيضت عيناي حزنا على عصافيرنا المنزوعة الريش المسجونة بدار سيد المدينة فكيف لي البكاء أو ذرف دموع إضافية! أردتُ أن يفهم ، أن سجادة عمري قد طواها الحزن وأني حمامة بلا مأوى انتظر أسفل شجرة الليل طلوع النهار! أردتُ أن يفهم ، أن ثرثرتي معه هي مداعبة لروحه المتعبة لكتابة تاريخنا البسيط على حجرِ الحب تهجي لحروف السعادة لنسمعها ونرددها قبل أن تكتب النهاية! كل النهايات هزلية وعبثية العنوان فهل راق لك أن يشطب كيوبيد اسمي واسمك من كتاب العاشقين ؛ لما همشتني من غربتك أيها الفارس الحزين!؟