غُرَباء

 

غُرَباء

أمشِي على صرحِي وها أترنحُ
 
 
مُتلعثِماً قَولِي وأخجَلُ أشرحُ
أبصرتُ أطيافاَ  تجولُ بخاطِري
 
 
وعلى مُخيّلَتي الحقائقُ تجنَحُ
قيّدْتُها قالتْ رُوَيْدُكِ ريثما
 
 
يحنو الأديمُ على الذين تزحزحوا
في التيهِ امضِوا مايقارب حلمنا
 
 
والعَوْدُ رؤيا في المدى تتقزحُ
غُرباءُ يَخشَوْنَ اتجاهَ نُجُومِهم
 
 
لكأنّما الأفلاكُ عافتْ  تسبحُ
والشمسُ تجرِي في الكُسوفِ ليحتفِي
 
 
ظِلٌ على غيبٍ يُطِلُ ويفتحُ
غرباءُ عِندَ بُحيرَةِ المعنَى بَدَوا
 
 
يتساقطُونَ ولا نبي يسبٌِحُ
غرباءُ يستسقونَ حِبرَ دِمائِهمْ
 
 
والمَوْتُ في صفحاتِهم يتبجَّحُ
غرباءُ ما زالتْ سفائنُ وجدِهمْ
 
 
مخروقَةً والجُرحُ سِرٌ يُفضَحُ
والماءُ مَحْضُ غمامةٍ بَرِّيةٍ
 
 
صارتْ بأمرِ الريحِ تفتؤ تنزحُ
ونظرتُ فيما ينظرُ الرائي إذا بِي
 
 
في رُبَى قابيل عُشبٌ مُقْمَحُ
فمشَى عليّ الظالمُونَ بثقلِهم
 
 
وفَمِي المَراثِي كيفَ لا يتقرّحُ
النيلُ قُربانُ الذينَ أُُحِبُّهُم
 
 
ودَمِي المُسَالُ يُصِرُّ دوماً يطفحُ
قد كان لي ملء الحقيقةِ مَوطِنٌ
 
 
إنْ مالَ في كَفِّ الخَسائِرِ يَربَحُ
غرباءُ صِرنا يابلادٍ بعدما
 
 
رَفعَ اللِئامُ شِعارَهم:  لنْ تَفْرَحُوا
ابتهاج نصرالدين الوالي
View sudan's Full Portfolio