الكوخ

 

الكوخ

ذلك الكوخ ذكريات تلاشت
في طوايا طفولتي وصبايا
ذلك الكوخ منزلي وهُنا
بالأمس كانت معربدات خطايا
كان انشودة وكنت صداها
كنت لحناً وكان لي هو نايا
وبقايا خطوى عليه تنادي
صارخات الى لقاء لقايا
***
ذلك الكوخ في جوانبه امي
وفيه اخواتي يمرحون بين رحابه
وهنا والدي يجئ مع الليل ..
ليقضي المساء بين شعابه
حيث كنّا نقضى الأماسي
فرحي في حديث تتيه في خلاّبه
وأخي جالس يحدّق فينا
كلّما قيل زاد في إعجابه
هو طفل واخته مثله
ترنو لحديثيي مشغوفة مما به
وهي لا ترضى حديثي حيناً
فلها ان تردّني لصوابه
***
وهنا جدتي تسوق الأساطير
وترى الخرافة السحرية
وهي لا تلقى على السرير بقايا
جسدٍ منهك ونفس هنيّة
وعلى وجهها الصغير خطوط
رسمتها يد الزمان القوية
وعصاها العتيقة الملوية
وارتجاف الأنامل المحنية
***
كان في سالف الزمان وكانت
قصة الحبّ قصة الإنسان
كانت الأرض تزدهي بالأماني
كان ابن النمير يعشق ليلى
وهي كانت أميرة للجان
***
وهنا في شعاب هذا الخيال
عبر آفاق دهره والثواني
كان يمضى بنا الحديث المثار
وحنين المجهول يدفع فينا
رغبةً يستزيدها اصرارُ
هكذا هكذا نقضى الأماسي
بهجة فرحا علينا تدار
***
ثم يمشي النعاس في الآهداب
في العيون البريئة المطمئنة
في الوجوه الحبيبة المستكنّة
ويغطى السكون حتى الطريق الرحب
حتى ظلاله المرجحنّه
***
وتنام الطيور في الأعشاش
حالمات صغارها في الدجنّه
برؤى الفجر بابتسام الصباح
بندى الزهر باللحون المرنّه
ويطلّ الفجر الجميل عليه
وهو قيثارة بيمنى يديه
هو كوخي الصغير مستودع الماضي
ولحني الذي أحنّ اليه
كل ما كان من مشاعري الحرّى
وخطوى يخطرن في راحتيه
وهنا ظلّ نيمتى وثراه
يدعواني إليه، يوماً إليه.
تاج السر الحسن
 
 
 
View sudan's Full Portfolio