هَبَّةُ الثُّوَّارِ في ليلِ الطُّغَاة

هَبَّةُ الثُّوَّارِ في ليلِ الطُّغَاة

 

هلْ لكمْ أنْ تَغفِرُوا لي
زَلَّةَ الفجرِ التي
تأخذُني لأفياءِ الجُنُونْ؟!
كُلَّما حاولتُ أنْ أختارَ
موتي واقفًا
جادلتني الرِّيحُ
والإعصارُ
ألْقتْني بأبوابِ السُّجُونْ!
عندمَا يَقرَعُ الشُّرْطيُّ بابًا
ارْتَمي كالطِّفْلِ
في حُضْنِ الظُّنُونْ!
لا تكونُوا مثْلَ جُنْدٍ
قاوموا الأعداءَ ليلاً
ثُمَّ ناموا تَحْتَ
نيرانِ الحُصُونْ!
لا تَظُنُّوا أيُّها الثُّوَّارُ
أنَّ العينَ تَخْفي
حبلَها السّريَّ
في رَحِمِ الجفونْ!
إنَّ واليَ السُّوءِ يبدو
كالوطاويطِ التي
غارتْ على
وردِ الغصونْ!
لا تكونُوا سيفَ والينا
الذي شاقَّ العبادَ
وماتَ مصلوبًا
على بحرِ المُجُونْ!
لا تكونُوا مثلَ رُمحي:
قاتلَ الأعداءَ
مضطجعًا على
سيفِ الظُنونْ!
هَبَّةُ الثُّوَّارِ في
ليلِ الطُّغاة:
غايةُ المؤمنِ
في وجهِ السُّكُونْ!
عبد الإله زمراوي