صرخة الميلاد |
دعونا نعلِّقْ على مشجب الشمس أكفاننا.. |
ونهزُّ بيارقنا.. |
أو دعونا نصلي.. |
فقد تُخْصِبُ الصلواتُ التي يبِستْ في حناجرنا |
ثم سالتْ نُعوشا عراقيةً |
ومدائنَ مكسوةً بالحرائقِ مزدانةً بالدماءْ.. |
*** |
دعونا نُغَنِّي لمن يستحق الغناءْ |
ونبكي لمن يستحِقُّ البكاءْ |
ومن تتناغم أطيافُنا في رؤاهْ |
ومن هو نافورةُ الضوءِ تحت السماءْ.. |
*** |
دعونا ندُسْ في خُطى الهاربين إلى اليأس |
أقنعةَ اليأسِ والانكفاءْ.. |
دعونا نَقُلْ للملوك الخطاة الزناهْ |
وللحاكمين الذين أباحوا لأنفُسِهم حرماتِ الإلهْ |
أقيموا جثامينكم فوق تلك العروشْ |
وغطوا خَرائبَ تاريخكم بالنقوشْ |
وصفّوا على الشرفات أكاليلكمْ.. |
واعلموا أيها الأقوياء |
أنكم مثلُ قطرةِ غيمٍ |
معلَّقةٍ في سقوف الشتاءْ.. |
*** |
وحدَّقْتُ في أفق الليل وحدي |
أستَبِقُ اليومَ والغدَ والذكرياتْ |
وأقتطفُ الحلم في غابة العصر قبل الفواتْ |
وأستصرخُ الراحلينْ |
وأستمهلُ القادمينْ |
وأستنطقُ الصمتَ والصخر والظلماتْ.. |
لماذا يخونُ الذي خان أمته؟ |
ويُهَوِّنُ من هان يوما على نفسه |
أرضَ أجداده.. |
ولماذا النبِيُّونَ، والشهداءْ.. |
المُقيمُونَ في الخلدِ.. |
والشعراء المضيئون في الكلماتْ.. |
ولماذا القرابين والتضحياتْ؟! |
ولماذا إذن تلد الأمهات؟.. |
ألكي تتلهى الشعوب بمن قد ولدنْ؟ |
وتصنع منهم عبيدًا وآلهة وطغاة! |
أم يلدن.. لكي يتألّقَ وجهُ العراق.. |
وتسطعَ روح العروبة في الكائناتْ!.. |