حذرتني

حذرتني

 

حذرتني
حذرتني
رغم أن الدهشة الأولى
بعينيها احتوتني
دثرتني
بالصباح و بالسماح الزهو
بالصحو الأمل
قدمتني
للعيون البحر موجا ً
علمتني
لهفة الإحساس شوقاً
جارفا ً لا يحتمل
أشعلتني
فجرتني
وزعتني في دروب الليل حلماً
شتتتني فوق أعراش الأزل
حسناء يا قمر الربوع
بوجهك البدر اكتمل
وبوجنتيك الفجر أشرق
والضحى
في ثغرك المنثور وردا ً قد أطل
لو كان للزمن المسافر
في حضورك تاج كسرى
أو عرش بلقيس المهيب
وبعض ذكرى
أو سحر خديك الذين تحديا
ضرب الحقيقة و المثل
لاستوقف الأيام
أهداك المقام عوالما ً
تمتد من فوق العُلا
وتمر بالأمم الأُلى َ
ترنو لعرشك لا تصل
لو كان للإعجاز قدرك
لاحتفل
لو كان لليل ازدهاؤك
أو صفاؤك
أو ضياؤك
أو ضفائرك الرقيقة و الخصل
لانساب من بين النجوم محلقا ً
في كل ناصية و تل
لو كان للقمر المزيّن بالكواكب
بعض حسنك لاشتعل
لو كان للظبي الوديع و للمها
مقلا ً كعينيك الجميلة
لابتهل
لله صلّى
ثم أومأ في خجل
حسناء يا وهج الحروف
ونشوة النصر المسافر
في الدفوف
وفي القطوف
وفي الشرايين
الدماء
وفي الخلايا
والمقل
فاض الزمان بسندسيك
ومارد الهم ارتحل
والبحر صفق
وانحنت
في عمقه الجزر البعيدة
وانثنت
والحزن هاجر و الملل
حسناء بعدك لم يعد
للحسن حسن
أو للطبيعة مستهل
حسن الختام دعاء قلبي
والتُقى
والبرق في عينيك نور
فوق صدر الملتقى
با أجمل الأزهار
يا وهج الديار
وهمسة
في سندس العشق المطر
يا نفحة
والريح تعصف بالشجر
وتداعب الزمن الصبور
يا لوحة
تهب المحبة و الحبور
حسناء يا ألق الصبا
يا مرقد الفجر الوقور
هذى مباهجك الأنيقة
والمحاسن و العطور
تلتف من حولي
حريرا ً ناعماً
وهوى ً نقياً
وارتياحاً دافئاً
وسحابة حُبلى َ
ونورا ً فوق نور
هذي عوالمك الندية
لم تزل فوقي تدور
هذا الجمال العذب
يهمس بالرؤى
بالطيب ينضح بالسرور
في لحظة صمت الغروب
ومر طيفك بالعصور
حمل المودة في محافله ازدهاء ً
هل ّ بالخير الشكور
صعب أفارق ما ابتدأت جواره
بالحلم
أو صحو الحضور
يا خير من عرف الهوى
احذر من الصمت الغيور
واهجر نجيمات النوى
والغي مواقيت العبور
فالعشق فيض المُنتهى َ
ما صد عنك و ما نهى َ
والقلب في فلك السُهى َ
ما زال ينضح بالشعور.
المعز عمر بخيت
View sudan's Full Portfolio