خلف التكوين

خلف التكوين

 

خلف التكوين
محاصرٌ أنا
بغابة الهموم
مرهق بكل أوجه العنا
ومتعب ٌ
بما أحس من ونا
ومنهك ُ بحبك الذي
يشق للزمان ِ دربه
ويرسم الظلال للسنا
كأنني إذا خرجت
سائلا ً عليك
عائدا ً إليك
قد تشابكت مقاصدي
وسارت الغيوم
فى موائدي
وتاهت الدنا
وإننى احتملت
ما احتملت يا هوى
ليخرج البكاء
من منافذ الجوى
وفي فؤادي الرضيع
شقّت الدروب
حائط النوى
وعشش الدعاء في ابتهاله
وآخر الصدام قد دنا
وفي العميق قد أحاطنا
تهالك الشتاء
في مداخل الربيع
وانحنى
تساقطي
لتخرجي من العيون
تدخلي تسامحي
وإنني فتحت للضياء
صدري المحاط بالشقاء
كي تنام قصتي
ببعدي الذى
تخيّرته رحلتي لنا
وما أنا
بذلك الذى
تعلم الجنون
في مداخل الضنا
وليتنا
تأخر الوجود
في منابر الأصيل بيننا
واستوى الشقاق
فى هدوء معبر النهار
للديار
واحتمى الصباح
في تهالكي
بلحظة تموت
قبل أن تجئ
وكان للزمان
طعم عشقنا
فأصبح الجمود
والتشكك الذي
أمد كاهلي بما أحتملت
من رحابة المجئ
فامنحي القطار دربه إليك
وامنحي الجدار
هجره الطويل
لينهض العبور والرحيل
وشتتى حجارة السماء
واعتلي لواحظ الصهيل
وحِّملى تداخل الغروب
ذنب أن تموت
فى المساء شمعة
وأن يطوف خاطر عليل
هلم يا عيون مدخل المدينة
القديمة النوافذ
النقية الجدار
هلم فصِّلى
من الشحوب
لون شعرك الجميل
واطلعي كما الشعاع
من حواجز الإطار
ثلاثة من الشموس
في ديارنا
وأنتِ
والوفاء والخواطر الشعار
وحبنا الكبير قبلة
على الجبين
ولمحة
على مرافئ السنين
وحينما توقفت سحابة
على مداخل السماء
أثمر النخيل
وفارق اللقاء
عند دهشة الغروب
صمته الطويل
واستحال شارع الزمان
لوحة من الصفاء سلسبيل
فاجعلي المدى لساعديك شعلة
واحلمى بزهرة ٍ
تطل فى شواطى الخليج
واجعلي بياض أسطح الرمال لؤلؤاً
وحوِّلي صحارى وجدنا
تصافحاً يصد من شجوننا
يضمّنا نسيج
واجعلي السماء فى ديارنا
تفوح بالأريج
وأقطفي من الفضاء نجمة
لعلنا بمقلتيك نلتقي
ونحتمي بوجنتيك
من حرارة المزيج
إذا التقت عيوننا
تكثف الرجاء في دعائنا
وأشرق الضحى
وغرّد الضياءُ حولنا
واكتسى المساءُ
وجهك البهيج.
المعز عمر بخيت
View sudan's Full Portfolio