دوائر ملتهبة

دوائر ملتهبة

 

دوائر ملتهبة
لا تخبريني أين في الآفاق كنتِ
لا تتركي فرحي بصدقك
ينتهي في باب بيتي
أخطأت حين حسبت أنى
قد أبيع خطى الهوى
من خلف وقتى
ورأيت أني مستهين بالنوى
فكتمت صوتي
تبدو خطاك الآن أغرب ما عرفت من الحياة
والبحر سراً قد أتى
في الليل يبحث عن حبال للنجاة
والصمت أكرم من أكاذيب الطريق
والصدق يرحل في دمي
والحزن يسكن في العميق
هذى النجوم السمر في بيتي تفيق
والظل في ماء الحياة الآن يبدو كالغريق
من غفوة الهذيان يسرق
أغنيات البعد من وهم الطريق
والآن يغمر شاطئ الإحساس
رمل و احتقان
بدّلت لون قصيدتي
وحرقت ورقي فوق ناصية الزمان
كي ألتقيك بكل أقراص الترقب
تستظل بساحتي
وبواحتي أعلنت عشقي
واخترقت الريح نحوك و المكان
ما كنت أقصد في مساحات التكون
أن تكون مغامرة ..
ما كنت أدنو من طريق
سوف يبعد عن طريقك
أو يقود مؤامرة ..
لم تقرأي في قصتي
فصل الرؤى و الحلم و الصدق الكبير ..
لم تفهمي معنى الطموح بدنيتي
وهواي و الأمل النضير
لم تعلمي شوق الحياة بنبض صحوي و العبير
أهدرت دم تواضعي
في حرقة الظلم اضطرام ..
وخنقت حبات الندى
في كل أوراق الغرام
الشك علمك الخصام
فخرجت في صمت المدى
تترنحين مع الظلام
والآن يلمع خلف أقواس الدجى
عصب الفراق
ما كان يوماً اختياري
لم أعد في ساحة الطوفان
أبحث عن مدارى
لم أسجل في ضفاف الشوق
غيرك من عناق
لكن في الرؤيا طريقك قد مضى
عني وحيداً فاتركيني
إن في العمق انشقاق
كان اختيارك فانعمي
إني جبلت على المواجع هكذا
وعلى اللظى و الاحتراق
ولقد رضعت من اللهيب شراره
كي تستريح خطى الوفاق
وحملت أنفاس التقى
ونزعت أبواب النفاق
لكنه الوعد المقدس قائم
والخير فيما اختاره
صمت الحقيقة للورى
والصبر و الدمع المراق.
المعز عمر بخيت
View sudan's Full Portfolio