مدينة من الصنوبر |
مدينة جميلة و ساحرة |
وديعة و باهرة |
ينام في دروبها الصنوبر |
مدينتي فانكوفر |
تظل في صحائف الهوى |
مثال |
اللوتس الجميل فوقها |
يميل باختيال |
والصيف في السفوح |
والثلوج |
فوق أسطح الجبال |
يا قدرة البديع |
قوة السماء |
في لحظة |
تمازج المصيف و الشتاء |
النار و المياه |
والصباح و المساء |
فانكوفر المدينة الرقيقة الخصال |
أحببتها كظبية |
تهيم في التلال |
هناك عند موطني |
وقرب شارع الزعيم |
وعند حيِّنا القديم |
حبيبتي |
تدور كالنسيم |
تجيؤني هنا |
فتصبح الحياة مأمنا |
ويصبح الزمان |
في وجودها عظيم |
وفي هدوئها الجميل |
والمزان |
تجئ مثل طائر |
يسابق الأوان |
تنقلت حبيبتي |
بأضلعي |
من روضة |
لحانة |
لمتحف |
لمسرح |
لمهرجان |
أخذتها معي |
على فراش أذرعي |
لكل نجمة على الفضاء |
قد قطفتها |
كأقحوان |
قدمتها لها |
بكل امتنان |
حبيبتي |
مدينة من الحنان |
وبحر عنفوان |
تجئ ها هنا |
بلا حقيبة |
ولا جواز للمرور |
من مكانها |
إلى مكان |
وتعبر السهول |
والبحار و الزمان |
لنلتقي هنيهة |
على شواطئ الجنان |
بهذه المدينة التي بكفها |
أساوراً و صولجان |
مدينة من الأمان |
مدينة من الصنوبر الذهب |
لا حزن فيها |
لا وجوم لا تعب |
مدينة من الصفاء و الطرب |
والحسن و الجلال و السحر |
وحيثما أسير ألتقي |
بأذرع السحاب في حقولها |
تداعب الثمر |
والليل في سطوحها |
يغازل القمر |
وتائه أنا |
على جزائر المنى |
تشع في دواخلي حبيبتي |
كما النهار و السنا |
تنام فوق صدري الذي يئن |
من عميق حبِّها |
كمركب ينام في مهبها |
يداي تعبثان في حذر |
بخصلة رقيقة من الشعر |
إلى عوالم البهاء |
في ربوعها مشيت |
حبيبتي تطل في المساء |
عند كل بيت |
والناس يرحلون بين ليتها |
وليتنا و ليت |
ويرمقونها كسندس |
يطل في الأفق |
ورونقاً من الشفق |
ونخلة على الوهاد |
ساعة الغسق |
في لحظة |
تلوح كالرمق |
ومثل فرقد |
يهل في السماء |
حبيبتي عذوبة من النقاء |
لونها صفاء |
مجرة على الفضاء |
للآلئ ٌ |
كواكب ٌ |
عوالم ٌ و شمس ْ |
بريقها رواء |
رحيقها شفاء |
وصمتها كهمس |
قوية كبأس |
رقيقة كماء |
حبيبتي نضيرة و حانية |
قطوفها |
على السهول دانية |
تلوح غمضة |
وبعض ثانية |
فتصبح الحياة أغنية |
حبيبتي |
خواطر و أدعية |
فراشة تطوف ساعية |
بكعبة الحياة مثل داعية |
لكل فرحة |
عميقة و واعية |
حبيبتي زبرجدة |
ولوحة موردة |
حبيبتي مشاتلا ً |
من البنفسج |
من الرحيق و الصنوبر |
إلى اللقاء يا حبيبتي |
هناك فى فانكوفر. |