بالخصرة المنتصره |
وبالغصون المزهره |
ينبسط السهل و يرتمي |
في شفة النيل |
وبالعذوبة المنهمرة |
تبلل الرياح |
ذوائب العشب و تحتمى |
من خمرة الشمس بخمرة الصباح |
* تموجى ايتها الرياح |
تموجى كأنما و شاح |
يسحب فوق السهل و النبات |
وصففي بالرفق و المطاوعه |
شعر المراعى |
واتركى اصابع الشعاع |
تبعث فيه النشوة و المزعزعه |
* حصيرة من الزئبق كان النيل |
يرتج تحت الوهج الجاسر |
لا يجرى و لا يسيل |
يرتج و القارب و الصياد |
يرتسمان اشباحاً من السواد |
في صفحة التوهج المعشى |
كانما يغالبان |
جذباً من الوراء |
ينسلخان من كثافة الزئبق و الهواء |
ويجلدان بالشمس المحماة و بالبقاء |
وحدهما مستيقظين ساعة المقيل |
* تنكس الشواديف رءوسها الشماء |
تكف اصوات النواعير عن البكاء |
وتفتح الظهيرة الحمراء |
نوافذ الاسي الفاتر والاعياء |
عندئذ تهبط ساعة المقيل |
فوق الشواديف و حيوان الحقل |
والغابة و السهول |
تهبط بالصمت الرصاصي و بالتثاؤب الثقيل |
بالخدر الخادر و الذهول |
تهبط حتى تلصق النسور باستدارة السماء |
وتذهل الغصون |
عن التمايل الدائب و الافياء |
نثبت كالمصاطب السود |
وتعلن الحداد . |
* ثقيل كل الكائنات الا انت يا صياد |
فالسمك النيلى في الظهيره |
يلوذ بالاعماق |
من صهد الشاطئ يا صياد |
* منحدرا من الجبل القمر |
محملاً بالمدن الصبيان |
وبالنسل و بالثمر |
يقبل كالديمومة الخضراء |
مخترقاً مغاور الغاب |
الى مغاور الصحراء |
كالفرس الاصيل |
يضرب بالحافر وجه الشاطئ الطويل |
وفي موسم اللقاح |
يجيش كالفحل |
ويرتمى علي نهود الارض بالتقبيل |
وهكذا تولد في الضفاف |
فوق ادياي الشمس و الهواء |
مشاتل السيال و الخروب و الصفصاف |
* خمس من النساء |
مخوضات في شراسة الشوك و في الشقوقيجمعن من الغابة حطب الحريق |
خمس نساء فقراء |
يجمعن للوقود ساقط الاغصان و اللحاء |
وعندما اقبل حارس الغابة |
في دوامة من الصياح |
قذفن للارض بما جمعنه |
واطلقن مع الرياح |
سيقانهن |
واختفين في دوامة من الصياح |
* يا شجر السنط |
بوجهك المرصوع بالنوار |
بجذعك المهول |
بشوكك الابيض كالشيب |
علي مفارق الكهول |
اخضرة انت ام اصفرار |
وصفرة انت ام اخضرار |
وعاشق انت ام النهار |
الهب وجنتيك بالفخر |
وشدّ قامتك؟ |
* ظهري علي العشب |
وعيني علي الزرقة في السماء |
اسمع نبض الارض |
والليونة الخضراء |
تنغل من حولي، وتكسب السماء |
زرقتها الخفيفة الهيفاء |
تكسبها حتى لألمح النهار |
من خلل الاشجار |
مضرّجاً بالزرقة الهيفاء كالبحار |
* و كانت المراكب المحملات بالقرميد تنتظر |
كالسمك المنتفخ الطافي علي النهر |
وكان بحارتها العرايا |
ينبطحون في الظل و يحلمون |
* ايتها الظهيرة الحمراء |
ايتها القسوة من السماء |
ايتها البحيرات من السكون |
تجمعى من فجوات الارض و الشجر |
وانسحبي |
عن المراعى و المدى المنتخب |
وخلفى السهول |
لمهرجان الذهب |
للمهرجان الذهبى فى الاصيل |