آخر شهرزاد

 

آخر شهرزاد

آخر شهرزاد
وقرأتُ في الكتب القديمة أن يوماً
بعد آلاف السنين..ستطل آخر شهرزاد..
وتحل في البلد الأمين
وخريفه يسخو وتمتلىء الضروع
ونواعم الأيام من ذهبت
تبادر بالرجوع
فدعوت: أمهل كي أراك..
وشهدت أن:
لو أنني أدركت عصرك قد نذرت..
أمد أجنحتي من البوابة الأولى
إلى نبع المدى...سقفاً عليك
وبأريحية حاتم الطائي أعقر ناقتى
وأهش أنشر بردتي..كى احتويك
واكون اسرع من رجوع الطرف أو
أدنى اليك..لو كنت امهل كي أراك
وعقدت أجفانى بأجفان الزمن..
وشهدت أن:
ما جاء للدنيا كحسنك قط مذ بدأت
وبعدك أنت لن..
ووقفت أنتظر الطوابير البطيئة –
في مطار الشرق
أبحث عنك في ركب الشموس
أتفقد الأرقام أحسبُ..
بعد آلافِ السنين؟!
وأصيحُ في الزمن السحيق:
سمراء في لون الرمال توهجاً:
هل يا مخابىء بينكم؟
قولوا لها..قولوا لها..
وأعد كل أصابعي
لا بد أمهل كي أراك..
حلقات رمزك سرها عندي أنا..
يا شهرزاد...
لسواي تأبى أن تفك
وسأقتل الشيطان أحرق ناره وحدي
أكون الشىء والإنسان والعبد الملك
وحدي أكون الغار والصديق والألواح لك
وأمد اجنحتي عليك
أكون أسرع من رجوع الطرف أو أدني إليك
لو كنت امهل كي أراك
عبد القادر عبد الله الكتيابي
View sudan's Full Portfolio