وفد المحبة بالدجنة ساري يلقى الحبيب يحف بالأنوار
|
وخبيره قطع المهامه زاهدا فيما سوى المتكبر الجبار
|
ما شام صارفة تعطل سيره إلا وبددها بسيف هار
|
لم يلتفت لسوى المهيمن طرفة في سائر الأحيان والأعصار
|
فوق السباسب والربا سار به حتى أراه لوامع الأنوار
|
فتحركت سكناته وتضرمت منه البواطن كاضطرام النار
|
فتراه أحيانا يجود بنفسه يبغي الوصول إلى جناب الباري
|
وتراه أحيانا يجود بأدمع هتانة كهوامع الأمطار
|
وتراه أحيانا يئن ويلتوي كلسيع صل عارم غدار
|
وتراه أحيانا عليه نضارة إذ قد تنشق غلي الأعطار
|
وتراه أحيانا يغيب حسه لحضوره معنى لرب الدار
|
وتراه أحيانا تبدى جامعا لمقام جمع في كمال وقار
|
طرق المحبة وعرة ومخوفة لا يستقيم بها سوى الأحرار
|
فإذا أردت فبع لنفسك قاصدا رب البرية وابك من أوزار
|
واشدد إزارك لا تلن لمشقة فالمجد للمتجلد الصبار
|
ودع الغرور ولا تمل لمسرة إن القطيعة تحتها يا ساري
|
وارفع يديك إلى المهيمن راجيا من ذي الجلال إفاضة الأسرار
|
وكن المراقب دائما رب العلا واشهده في الآفاق والآثار
|
وكن الحزين على الدوام فمن يكن في غربة يحزن لبعد الدار
|
وابك على نفس ولا تبكي على ما فات من جاه ومن أوطار
|
واذكر لقوم طلقوا دنياهم ورضو بخبز يابس وإزار
|
واسلك مسالكهم لكي تنجو ولا تسلك مسالك كاذب فجار
|
فهم الذين قد اقتدو بنبيهم حب الإله المصطفى المختار
|
فبحقه وبحقهم يا ربنا نرجوك عتقا من عذاب النار
|
وامنن علي بنهضة محفوظة من نزعة الشيطان والأشرار
|
فيها الفنا والصحو والجمع الذي من ناله فهو الإمام الداري
|
وتولني حتى أراك كرامة بجوار أحمد مسكني وقراري
|
واشمل لأمة أحمد بهداية وإفاضة من فيضك المدرار
|
ومشائخي جمعا وخص محمدا شيخ الأكابر عمدة الأخيار
|
والوالدين وإخوة وأحبة في الله كل كبارهم وصغار
|
والزوج والأولاد جمعا ربنا والأقربا يا رب والأنصار
|
واغفر لنا والمسلمين جميعهم وانصر عساكرنا على الكفار
|
ثم الصلاة على النبي محمد ما ماست الأغصان بالأزهار
|
والآل والأصحاب ما نال امرؤ من ذي الجلال إفاضة الأنوار
|
والحمد لله العظيم نواله كم من بالتوفيق والأسرار
|
أو ما قريب الله نبه قائلا وفد المحبة بالدجنة ساري
|