أرَى بَارِقاً مِنْ جِيَادٍ سَرَى
|
أيَا صَاحِبِي قُمْ بِنَا لِلسُّرَى
|
وخَلِّ الوَرَى خَلْفَ ظَهْرٍ وَرَا
|
وأُمَّ العَتِيقَ بِدَمْعٍ جَرَى
|
وغَارَاً بِثَوْرٍ وغَارَ حِرَا
|
***
|
وبَعْدُ إذَا ما انْتَهَى سَيْرُنَا
|
لِمِيقَاتِنَا فَاغْتَسِلْ للمُنَى
|
وجَرِّدْ ثِيَابَاً وحُبَّ الدُنَا
|
تَقَرَّبْ بِنَفْلٍ وفُهْ بالثَّنَا
|
وقُلْ رَبِّ اغْفِرْ لَنَا ما جَرَى
|
***
|
وأحْرِمْ بِحَجٍّ ولَبِّ المُجِيبْ
|
وقُلْ يَسِّرَنْ حَجَّنَا يا قَرِيبْ
|
ودُمْ ذَاكِرَاً رَاجِيَاً نَفْحَ طِيبْ
|
وقُلْ رَبِّ هَبْ لِي بِجَاهِ الحَبِيبْ
|
جِوارَاً وفَتْحَاً بِأمِّ القُرَى
|
***
|
بِنَا فَادْخُلَنْ مَكَةً مِنْ كَدَا
|
بِغُسْلٍ جَدِيدٍ وشَوْقٍ بَدَا
|
وشَاهِدْ جَلَالَاً بِبَيْتِ النَّدَا
|
وكُنْ سَيِّدِي طَامِعَاً في الجَدَا
|
وضَيْفَاً فَقِيرَاً لِبَسْطِ القِرَى
|
***
|
عَلَى هَيْبَةٍ فَادْخُلَنَّ الحَرَمْ
|
وكُنْ سَيِّدِي حَافِظَاً لِلْحُرَمْ
|
وطُفْ سَبْعَةً حَوْلَ بَيْتِ الكَرَمْ
|
ودُمْ لَابِسَاً مِنْ شِعَارِ النَّدَمْ
|
وقَدْ فُزْتَ فَوْزَاً فقُمْ شَاكِرَا
|
***
|
وَوَسِّعْ لِخُلُقٍ وسَامِحْ مُسِيْ
|
وشَاهِدْ جَلَالَ العَلِيْ لَاتُسِيْ
|
ونَفْسَكْ عَمَّا نُهِي فَاحْبِسِ
|
وأنْفَاسَهَا يا فَتَىً فَاحْرُسِ
|
تَجِدْ مِنْ كُؤوسِ الصَّفَا مُسْكِرَا
|
***
|
وأُمْ أسْعَدَاً عِنْدَ رُكْنِ العَتِيقْ
|
ولَا تَحْرِمَنْ مِنْ دُعَاكَ الرَّفِيقْ
|
وبِالرُّكْنِ أكْثِرْ وأنْتَ الحَقِيقْ
|
بِألَّا تَدَعْ ذَا الدُّعَا أو تُفِيقْ
|
لِمَا قَدْ مَضَى مِنْ زَمَانِ العِرَى
|
***
|
على خَشْيةٍ فَالْزَمِ المُلْتَزَمْ
|
وقُلْ خَالِقِي عَبْدُكُمْ قَدْ جَرَمْ
|
ألَا رَحْمَةً مِنْكَ يَاذَا الكَرَمْ
|
ألَا نَظْرَةً تُحْيِنِي مِنْ عَدَمْ
|
ألَا نَهْضَةً عَنْ قَرِيبٍ تُرَى
|
***
|
كَذَاكَ الْتَزِمْ رَكْعَتَيِ الطَّوَافْ
|
وسَلْ بالمَقَامِ الرَّفِيعِ العَفَافْ
|
ومِنْ زَمْزَمٍ بِالْأوَانِي الظِرَافْ
|
تَضَلَّعْ بِمَاءٍ يَبِلُّ الشِّغَافْ
|
وسِرْ لِلصَّفَا سَيْرَ مَنْ قَدْ دَرَى
|
***
|
لِتَسْعَ إلى مَرْوَةٍ بِالصَّفَا
|
وذِكْرٍ وشُكْرٍ وحُسْنِ الوَفَا
|
وأكْمِلْ لِسَبْعٍ وذَرْ مَنْ جَفَا
|
وقَصِّرْ وكُنْ بِالعَطَا مُسْعِفَا
|
تَرَى مِنْ إلَهِ الوَرَى مَا تَرَى
|
***
|
وحَرِّرْ خَلُوصَاً لِيَوْمِ المُنَى
|
وفي ثَامِنٍ قُمْ تَوَجَّهْ مِنَى
|
وبِالخَيْفِ بِتْ مَعَ فَرِيقِ الْهَنَا
|
بِحُبٍّ وشَوَقٍ وقُمْ بِالثَّنَا
|
وقُلْ رَحْمَةً مِنْكَ يَا مَنْ يَرَى
|
***
|
وإنْ شِمْتَ ضَوْءَاً بَدَا مِنْ ثَبِيرْ
|
هُنَاكَ الْبَسَنْ مِنْ شِعَارِ الفَقِيرْ
|
وسِرْ ذَاكِرَاً نَاشِقَاً لِلْعَبِيرْ
|
وهَرْوِلْ بِذَاكَ المَكَانِ الشَّهِيرْ
|
رَجَاءً وخَوْفَاً وجَافِ الكَرَى
|
***
|
وثلِّثْ لِغُسْلٍ لِأجْلِ الوُقُوفْ
|
وجَدِّدْ مَتَابَاً لِيَوْمٍ مَخُوفْ
|
وقِفْ دَاعِيَاً قَائلاً يَا رَؤوفْ
|
رَحِيمَاً بِنَا كُنْ لَنَا مِنْ صُرُوفْ
|
زَمَانٍ أتَى سَيْرُهُ مُدْبِرَاً
|
***
|
وقِفْ دَاعِيَاً لِلزَّوَالِ الحَسَنْ
|
ومِنْ بَعدِهِ فَاقْصِرَنْ واجْمَعَنْ
|
وعُدْ للوُقُوفِ الهَنِي لِلمِنَنْ
|
بِشَوْقٍ ودَمْعٍ بِخَدٍ هَتَنْ
|
وبَعْدَ الغُرُوبِ اقْصُدِ المَشْعَرَا
|
***
|
واجْمَعْ بِهِ مَغْرِبَاً والعِشَا
|
وبِتْ ذَاكِرَاً واطْلُبَنْ ما تَشَا
|
وقِفْ عِنْدَهُ صُبْحَ ذَاكَ الغِشَا
|
وُقُوفَ الذي رَبَّه قَدْ خَشَى
|
وآبَ لَهُ بَعْدَمَا أدْبَرَا
|
***
|
أعِدَّ الحَصَى لِلرَّمِي مِنْ هُنَاكْ
|
ألَا واجْعَلِ الجَمْرَتَيْنِ وَرَاكْ
|
وجِئ جَمْرَةً وَهْيَ مِنْ بَعْدِ ذَاكْ
|
وسَمِّ الذي في قَرَارٍ بَرَاكْ
|
وبَعْدَ الرَّمِي فَاحْلِقَنْ وانْحَرَا
|
***
|
أفِضْ سَيِّدِي مِثْلَمَا قَدْ أفَاضْ
|
فَرِيقُ الجِنَانِ الذي في الرِّيَاضْ
|
تَكُنْ شَارِبَاً مِنْ لَذِيذِ الحِيَاضْ
|
وعَجِّلْ رَوَاحَاً لِمَا قَدْ يُفَاضْ
|
إلى الخَيْفِ وأكْمِلْ لنُسُكٍ جَرَى
|
***
|
ومِنْ بَعْدِ ذَا جَاوِرَنْ واعْبُدِ
|
تَعَلَّمْ لِشَرْعٍ وطُفْ واسْجُدِ
|
وإنْ شِمْتَ مِنْ طَيْبَةٍ سَيِّدِي
|
بَرِيقَاً أضَاءْ وَدِّعَنْ واشْرُدِ
|
إلى حَيِّهَا واسْتَحِثَّ السُرَى
|
***
|
ويَاحَبَذَا إنْ تَكُنْ رَاجِلَا
|
مَطَايَاك شَوْقَاً وحُبَّاً حَلَا
|
تُرِيدَ الذي سَادَ كُلَّ المَلَا
|
وفَوْقَ السَّمَاءِ رَقَى واعْتَلَا
|
رَأى اللهَ جَهْرَاً وفَاقَ الوَرَى
|
***
|
وفي رَوْضَةٍ عِنْدَ ذَاكَ المَقَامْ
|
وكُنْ شَاكِراً حَيْثُ تَمَّ المُرَامْ
|
وسَلِّمْ إذا جِئْتَ بَابَ السَّلَامْ
|
تَنَفَلْ وقُمْ نَحْوَهُ بِاحْتِرَامْ
|
ومَتِّعْ بِهَذَا البَهَا النَّاظِرَا
|
***
|
وسَلِّمْ عَلَى الصَّاحِبَيْ بِالأدَبْ
|
وأُمِّ الحُسَيْنِ نِلْتَ كُلَّ الأرَبْ
|
وأهْلِ البَقِيعِ أُهَيْلِ القُرَبْ
|
وعَمِّ الرَّسُولِ وأُحُدٍ تُجَبْ
|
وبَدْرٍ وقَبِّلْ هُنَاكَ الثَّرَى
|
***
|
تَضَرَّعْ ودُمْ مُكْثِراً للدُّعَا
|
فَمَا خَابَ ثَمَّ الذي قَدْ دَعَا
|
وعَمِّمْ لِأهْلٍ وحِبٍّ مَعَا
|
وقُلْ خَالِقِي عَبْدُكُمْ قَدْ سَعَى
|
إلَيْكُمْ بِكُمْ ياجَزِيلَ القِرَى
|
***
|
تَعَطَّفْ وجُدْ وارْحَمَنْ فَقَرَهُ
|
وتُبْ واسْمَحَنْ واغْفِرَنْ وِزْرَهُ
|
أزِلْ عُسْرَهُ واجْبُرَنْ كَسْرَهُ
|
ألَا يَسِّرَنْ خَالِقِي أمْرَهُ
|
وجُدْ بالرِّضَا ثُمَّ كُنْ نَاصِرَاً
|
***
|
وصَلَّ عَلَى أحْمَدِ المُرتَضَى
|
وآلٍ وصَحْبٍ أُهَيْلِ الرِّضَا
|
ومَنْ بِالوَفَا إثْرَهُمْ قَدْ مَضَى
|
ورَضِّ القَرِيبَ بِكُلِّ القَضَا
|
لِيَبْقَى بِكُمْ حَامِدَاً شَاكِرَاً
|