مِنْ دَمِي أَسْكُبُ في الأَلحْانِ رُوحَاً عَطِرَةْ
|
وَرُؤَى النَّفْسِ وَأَنْدَاءَ الأمَانِي النَّضِرَةْ
|
وَشُجُونيِ وَحَيَاةً باِلأَسَى مُسْتَعِرَةْ
|
خَلَقَ الزَّهْرَةَ تَفْنَى لِتَعِيشَ الثَّمَرَةْ
|
تَذْهَبُ السَّاعَاتُ مِنْ عُمْرِيَ قُرْبَانَاً لِفَنِّي
|
أُتْبِعُ المَوْجَةَ طَرْفِي وَلَها أُرْهِفُ أُذْنِي
|
وَانْطِبَاعُ الزَّهْرِ في الغُدْرَانِ يَسْتَوْقِفُ جَفْنِي
|
وَانْتِفَاضَاتُ جَنَاحَيْنِ عَلَى أَوْرَاقِ غُصْنِ
|
وَلَقَدْ أَسْبَحُ فِي النَّغْمَةِ مِنْ كَوْنٍ لِكَوْنِ
|
هِبَةٌ لِلْفَنِّ دُنْيَاىَ وَرُوحِي غَيْرَ أَنِّي
|
هَلْ سَأَلتَ الزَّنْبَقَ الفَوَّاحَ عن سِرِّ العَبِيرِ
|
مِثْلَهُ أُرْسِلُ شِعْرِي إِنَّهُ فَيْضُ شُعُورِي
|
إِنَّهُ آهَاتُ أَحْزَانِي وَأَنْغَامُ سُرُورِي
|
إِنَّهُ أَنْفَاسُ رُوحِي وَاخْتِلاجَاتُ ضَمِيرِي
|
وُجِدَ الشِّعْرُ مَعَ الإِحْسَاسِ في أُولَى العُصُورِ
|
هُوَ فِي الدُّنيَا مُدَامٌ عُتِّقَتْ مُنذُ دُهُورِ
|
سَبَّحَ الأّوَّلُ فِي َنشْوَتِهَا مِثْلَ الأَخِيرِ
|
صُوَرٌ أَحْيَا بِهَا فِي عَالمَيِ رَغْمَ قُيُودِي |
لحَظَاتٌ مِن حَيَاتِي أُودِعَتْ سِرَّ الخُلُودِ
|
وَلَقَدْ تَعْبُرُ أَعْمَارَاً إِلَى غَيْرِ حُدُودِ
|
أَنَا مِن نَفْسِي إلَِى غَيْرِيَ يَمْتَدُّ وُجُودِي
|
عِنْدَمَا تَصْحُو الحَيَاةُ فِي دِمَائِي فَأُغَنِّي |
يَنْفُخُ الإِحْسَاسُ مِزْمَارِي وََيسْرِي بَيْنَ لحَنْيِ
|
نَغَمٌ مِنْ كُلِّ مَا أَشْتَارُ مِنْ أَطْيَافِ حُسْنِ
|
تَلْتَقِي النَّشْوَةُ وَالفَرْحَةُ فِيهِ وَالتَّمَنِّي
|
وَإِذَا مَا زَحَمَتْ نفَسْيِ شُجُونٌ طَاغِيَةْ
|
وَتَرَامَتْ كَالسُّيُولِ انْفَلَتَتْ مِن رَابِيَةْ
|
وَالْتَقَتْ عَارِمَةً جَيَّاشَةً فِي هَاوِيَةْ
|
فَعَزِيفِي هُوَ أَصْدَاءُ شُجُونٍ عَاتِيَةْ
|
إِنْ تَلَمَّسْتُ وُجُودِي فِي لَظَىً مُضْطَرِمِ
|
وَتَرَاءَى بَيْنَ عَيْنَىَّ سَرَابُ العَدَمِ
|
وَدَعَتْنِي الرُّوحُ أَنْ أَسْمُوَ فَوْقَ الأَلَمِ
|
عَادَنيِ الشِّعْرُ وَكَانَتْ مِنْهُ عُلْيَا النَّغَمِ
|
عِنْدَمَا تَصْدَأُ نَفْسِي أَجْتَلِي وَجْهَ الطَّبِيعَةْ
|
أَقْبِسُ الفَنَّ وَأَبْغِي نَشْوَةً مِنْهَا رَفِيعَةْ
|
لَحْنُهَا لحَنْيِ مِنَ الفَجْرِ وَأَحْضَانٍ مُرِيعَةْ
|
وَأَهَازِيجِ رِيَاحٍ عَاصِفَاتٍ وَوَدِيعَةْ
|
شَارَكَتْنِي هَذِهِ الأَكْوَانُ أَفْرَاحِي وَحُزْنِي
|
فِي هَنَائِي يَحْتَسِي العَالمَ ُمِنْ نَشْوَةِ دَنِّي
|
أَرْمُقُ الدُّنْيَا فَأَلقَْى بَسْمَتِي فِي كًلِّ غُصْنِ
|
وَإِذَا أَظْلَمَ إِحْسَاسِي وَنَالَ الحُزْنُ مِنِّي
|
شَاعَ مِنْ نَفْسِي شُحُوبٌ وَسَرَى فِي كُلِّ كَوْنِ
|
مِثْلَمَا تَمْتَدُّ لِلرَّوْضِ هَنَاءَاتِي وَبُؤْسِي
|
يَفْرَحُ الرَّوْضُ فَتَحْيَا فَرْحَةٌ مِنْهُ بِنَفْسِي
|
وَيُغَنِّي فَتُغَنِّي بيَنْ َأَمْوَاهٍ وَغَرْسِ
|
وَحَنَانُ العُشِّ دِفْءٌ فِي دَمِيِ يَغْمُرُ حِسِّي
|
وَإِذَا هُدِّمَ شَاعَتْ وَحْشَةٌ مِنْهُ بِنَفْسِي
|