ما سقط من تغريبة بني هلال

 

ما سقط من تغريبة بني هلال

سنسمي آخرَ الموجِ بلادا
ونعانيها
انحسارا وامتدادا
يا اقترابَ اللهِ
من أعماقِنا
كلما ذقناكَ نزدادُ ابتعادا
إننا نربحُ في الريحِ
فقمْ
يا ابن أمي
نفتح الريحَ مزادا
علنا
نقفزُ من راياتِنا
قبلَ أن تحتضنَ الأرضَ حِدادا
نجمةُ الغربة حانت
فالتمعْ في أعاليها
حلولا
واتحادا
أشرعت تغريبةُ الوقتِ يديها
لخطانا
والمدى المشروخُ نادى:
إن تأخرتم عن الدربِ قليلاً
ربما ينتفخُ الدربُ انسدادا
يا ابن أمي
قمْ نصدْ من ليلنا وطناً يومضُ
واحذر أن نُصادا
إننا الآن رحيلٌ غجريٌ
كلما أرجعهُ المجهولُ
عادا
صوبَ ما لا...أومأت وجهتُنا
كلُ ما لا...قد جعلناه مرادا
إننا نعبرُ
كالظلِ خفافاً
سفرُ الأرواحِ لا يحتاجُ زادا
هاهنا الأزرقُ
يبني دولةً
تصلُ الشطين والسبعَ الشدادا
هل ترى عقبةَ يثني روحَه
قبلَ أن يثني عن الماءِ الجيادا
ولسانَ الدينِ
ينعى دمَه:
يا زمانَ الوصلِ..إن الغيث جادا
هل علقنا في أمازيغيةٍ
كحلُها قد يُحرجُ الليلَ
سوادا
كيفَ حالُ الطقسِ
هل خلخالُها
زادَ نيرانَ المجّراتِ اتقادا
أين أصبحنا
بخورٌ شاذليٌ من سقوفِ الملأ الأعلى تهادى
بردةٌ تلبسُ أهلَ الله
قالت:
بعد كعبٍ
جفّفَ البينُ سعادا
غامضٌ
يجتذبُ الغامضَ منا
مثلما
تجتذبُ الياءُ المنادى
خذ يدي
حتى نجوزَ المنتهى
أوشك المطلقُ...
والعابرُ كادا...
كان إيذانا بأن نبقى معاً
أن نُصلّي مغربَ الروحِ
فرادى
محمد عبد الباري
 
 
 
View sudan's Full Portfolio