نبيٌ ببعضِ الوحي |
داخَ ودوّخا |
يشدُ من الروحِ البعيدةِ ما ارتخى |
يوزّعُ في برقِ الأعالي بياضَه |
ويركضُ بين البحرِ والبحرِ |
برزخا |
إذا زلَ ذكرٌ أخضرٌ |
عن شفاهه |
ملائكةٌ تدنو إليه |
لتنسخا |
سليلٌ لتسبيحِ المجراتِ |
ذاهبٌ |
إلى نايِ مولانا الجلالِ |
لينفخا |
أتى من ظلامٍ بالمجاذيبِ ساطعٍ |
وفي حافةِ الضوءِ النهائيّ |
نوّخا |
أتى |
من جدارٍ كاد ينقضُ |
من دمٍ |
برائحةِ الذئبِ البريء تلطخا |
رأى الأرضَ |
مذ كانتْ إلى يومِ تنتهي |
فصارَ لما لم يأتِ بعدُ مؤرخا |
وبغدادُ – جمرُ العارفينَ |
دعتهُ: يا... |
فسارَ على رجليهِ حتى تسلخا |
ترصّفَ: أعطتُه الرصافةُ حزنَها |
وأجهشَ فيه الكرخُ |
حتى تكرّخا |
غريبٌ |
تسميه الغرابةُ شيخَها |
ويجهلُ – يا الله – كيفَ تشيخا |
وعارٍ من الأشياءِ |
إلا من الرضا |
فكم بالرضا واسى |
وكم بالرضا سخى |
يقسّمُ في العطشى |
وضوءَ محمدٍ |
ويدني مساكينَ المساكينِ للرخا |
يقولُ لأبراجِ الشموخِ: تكسري |
سأحتاجُ أن أبقى فقيرا |
لأشمخا |
سلالمُه: |
جوعٌ ورفضٌ وغبطةٌ |
بهّن |
يدويّ: لن أذلَ وأرضخا |
غبارٌ هي الدنيا |
ولا شيءَ مثله |
يمرُ عليها دون أن يتوسخا |
قطاراً..قطاراً |
كان يحصي وقوفَه |
وما اجتازَ يا كلَ القطاراتِ – فرسخا |
وحيدٌ كحدِ السيفِ |
يهتفُ دائما: |
ألا يا أبا ذرٍ أردتُكَ لي أخا |
يعودُ إلى النبعِ المصبُ |
وكلما |
دعتهُ إليها سورةُ الوحشةِ انتخى |
تجوعُ مجازاتٌ |
فتطرقُ بابَه |
لينهضَ في ليلِ الكلامِ ويطبخا |
زجاجُ القراءات القديمةِ |
كلما |
أراد اقترابا منه |
زادَ تشرخا |
يراوغُ أسوارَ الوصايا |
يسيرُ في |
مدينةِ أفلاطونَ |
نصا مفخخا |
يفتشُ عن قلبٍ يرى دونَ أن يرى |
وعن جبلٍ |
يرقى إليه ليصرخا |