أُحبكِ في أزرقٍ لا أسمّيهِ لونا |
ولكن أسمّيه موتي |
وفي شارعٍ لا يريدُ الوصولَ |
ونافذةٍ لا تُطيقُ الجدارَ |
وفي قمرٍ مولعٍ بالهدوءِ |
يلوّحُ لي باستقالتِه كلما جُنّ باسمكِ صوتي |
فلستُ أناديكِ إلا و يسقطُ فوقي الظلامْ |
أحبكِ |
في المطرِ المتخثرِ فوقِ أعالي الجبالِ |
وفي الضفتينِ من النهر لا جسرَ بينهما |
في البريدِ الذي لم يصلكِ |
وفي الصلواتِ الأخيرةِ عادت إلى الأرضِ |
من دون أيّ سماءِ |
وفي قُبلةٍ علِقت في الهواءِ |
لأن فماً تاهَ منهُ فمٌ في الزحامْ |
أحبكِ في مهرجانِ السكوتِ |
نرانا..فتلمعُ منا العيونُ انبهارا |
وتخفتُ شيئا فشيئا |
كأنّا قطارانِ |
بعدِ المحطةِ في الاتجاهِ المعاكسِ سارا |
ولم يجدا لحظةً للكلامْ |
أحبكِ في غَبَشِ المنتصفْ |
وفي غامضٍ لا يُسمى |
يقابلني في الطريقِ |
وباسم الضبابِ المكثّفِ يأمرني أن أقفْ |
ولا أكملَ الشوط نحو حريرِ يديكِ ونحو الغرامْ |
أحبكِ في غُربةٍ |
تكبرُ الآن بينَ العيونِ وبين الشفاهِ وبين الأصابعِ |
أشعرُ أن المسافةَ تركضُ بيني وبينكِ |
تزدادُ ناري ونارُكِ بردا |
ونزدادُ عن أولِ الحبِ بُعداً |
وفي البَدءِ كان الختامْ |
أحبكِ |
في المستحيلِ البعيدِ – وقال ليَ اللهُ لن تبلُغه – |
أحبكِ حدَ انتهاءِ الكلامِ |
وحدَ انطفاءِ اللغة |
والسلامَ..السلامْ |