لأن القصيدةَ في كلِ شيءٍ |
كبرنا على اللغةِ المنتقاة |
نخلخلُ إيماننا بالرتابةِ |
يأتي |
التشهدُ قبل الصلاة |
نُحمّلُ أغنيةَ الوقتِ بيعتَنا |
للخوارجِ |
لا للولاة |
لمن نبتوا |
بين كافٍ ونونٍ |
وضاقت بهم وحشةُ الكائناتْ |
لمن كبروا في الفراغِ |
وشابوا |
وقد حُذفوا من كلامِ الرواة |
لمن علقوا في النشازِ الخفيفِ |
ولم يكسروا |
جرةَ الأغنياتْ |
لطروادةَ العربيةِ |
تسقطُ دونَ حصانٍ |
أمامَ الغزاة |
لمكةَ |
وهي تفض التنازعَ |
بين المآذنِ والناطحاتْ |
لماء الخليج الغريب علينا |
وليس غريبا |
على البارجاتْ |
لبغدادَ |
ريحُ ملوكِ الطوائفِ |
تُخنقُ دجلةَ باسم الفراتْ |
لليلِ دمشقَ |
ومن أربعينَ |
وليلُ دمشقَ سريرُ الطغاة |
لغزةَ |
ينقصها الأكسجينُ |
إذا اختنقَ الجو بالطائراتْ |
لصنعاءَ |
تسلمُ أولادها |
إلى المشترينَ |
بحزمةِ قاتْ |
وللنيلِ |
ربِ الجياع القديمِ |
يمدُ لهم سفرةً من مَواتْ |
لأندلسٍ سقطتْ مرتينِ |
لترفعَ: |
حيّ على الذكرياتْ |
***** |
دخلنا إلى ذاتنا |
نلتقي |
بها |
فتشظت إلى ألفِ ذاتْ |
نجيبُ ونسألُ: |
من أنتمُ؟ |
نحنُ كل البكاءِ..وكل الشكاة |
وأين تقيمونَ؟ |
في الهامش الحرِ |
بين الخواتيم والبسملاتْ |
وهل تعملون؟ |
نعم |
وظفتنا بعقدٍ |
مؤسسةُ النائباتْ |
لماذا تربونَ أحزانكم؟ |
لنجري الرواتبَ للنائحاتْ |
وأفراحكم |
كيف مرتْ عليكم؟ |
مرورَ النبيينَ بالموبقاتْ |
وما حجمُ إيمانكم بالظلامِ؟ |
كإيمانِ مقبرةٍ بالرفاتْ |
وماذا ادخرتم لطوفان نوحٍ؟ |
قوارب |
من غفلةٍ وسباتْ |
لمن سوف تعطون أصواتكم |
في انتخاباتكم؟ |
هبلا أو مناةْ |
ومن بينِ كل الشعاراتِ |
ماذا تحبونَ أن ترفعوا؟ |
لا نجاة |
***** |
أيا صاحبي |
قد مللنا..مللنا |
فقمْ كي نؤسسَ حزبَ العصاةْ |
تعالَ لنفطمَ أيامنا |
وننهيَ |
تنويمةَ الأمهاتْ |
تعالَ لنخلعَ آباءنا |
ليبقى الطريقُ بلا لافتاتْ |
سننزلُ للزمنِ الباطنيّ |
نربي |
الدسائسَ و الوشوشاتْ |
سنحشدُ من فاتهم كلُ شيء |
وقيلَ لهم: إن ما فاتَ فاتْ |
ومن طاردتهم |
كلابُ الخليفةِ |
من نهشتهم سياطُ القضاة |
ومن كفروا |
في صراخِ الإذاعاتِ |
في كذبِ الصحفِ المشتراة |
بهم سوفَ نوقفُ عصرَ القطيعِ |
ونعلنَ عصر ذئابِ الفلاة |
ونجري |
مسيلمة َ الردتينِ على السيفِ |
حتى يؤدي الزكاة |
فأذن |
سيأتيك من كل فجٍ |
صعاليكُ..متهمونَ..غواةْ |
وأسس لنا دولةً من عواءٍ |
ورايتها: مرحبا بالجناة |
وعلق عليها: |
هنا ليسَ تُقبلُ |
توبةُ من عملوا الصالحات |
***** |
أيا صاحبي |
والقصيدةُ نحنُ |
فلا تكترثْ لوصايا النحاة |
سنكسرُ كلَ زجاجِ البلاغةِ |
ثم نسيرُ عليهِ حفاة |
سنلفظُ هذا الهواءَ المعادَ |
ولو ذبلتْ في الضلوعِ |
الرئاتْ |
سنمشي لمنحدرٍ غامضٍ |
لنكشف عما وراءَ اللغاتْ |
لعبقر مائدةٌ |
سوفَ نطردُ منها |
لكي نحتفي بالفتاتْ |
فقل: |
حسبنا يا أعالي الأولمب |
مللنا الأساطيرَ والمعجزاتْ |
وقل: |
يا سماءَ البسيطينَ |
تُبنا |
عن العرق الصعبِ في المفرداتْ |
لتعذرنا البوصلاتُ الشماليةُ |
البرقِ |
فالشعرُ كلُ الجهاتْ |
سنقتبسُ |
الهشَ من كل شيءٍ |
لنملي معلقة اللاثباتْ |
سنكتبُ |
عن عالمٍ ميتٍ |
ولم يستلمْ بعدُ صك الوفاة |
وعن فشلٍ فادحٍ في الوقوفِ |
أصيبت به |
آخرُ الفلسفاتْ |
وعن فائضٍ في الغرابةِ |
يكفي |
لجعلِ الخرافِ تهشُ الرعاة |
سنكتبُ بعضَ فواتِ القطارِ |
وأوجع ما في القطار |
الفواتْ |