إذ أمطَرَت |
أرْوَت مواتَ الروح في قلبي |
فقامت نخلتان |
تتقاسمان الجرحَ ميمنةً وميسرةً |
على حدِّ الضجر |
وسقت نشيداً |
كاد من طول انتظارٍ ينكسر.. |
إذ أمطرت |
نهضت جميع معازفي |
غنَّت مع السيَّاب أغنية المطر |
مطرٌ.. مطر |
وأنا ارتطامُ السحب بالسحب |
اشتياقُ الأرض.. عزفُ الريح |
سرُّ العطر في رئة الزَّهَر!!. |
إذ أمطرت |
ناديتُ مدَّ مواجعي |
لو تغسلين جراحنا مثل الشجر |
لو تُنبتين الميتَ من أحلامنا |
مثل الشجر |
لو تُرجعين أحبةً رحلوا.. |
وأحباباً مضوا مثل الشجر |
لو تهطلين على جياع الأرض أغطيةً وبَرّ |
لو تنزلين الآن عافيةً على المرضى |
سقوفاً للأُلِي يستدفئون بصبرهم |
والكون قُرّ.. |
لو تهطلين على الصغار حليبهم |
في كوكب يغتال ضحكتهم |
ويجلد صدقهم جهراً وسرّ |
لو تهطلين على جميع الأرض يوماً بالسلام |
لكتبت أغنيتي بأمْوَاهِ المطر!!. |
إذ أمطرت |
غنيت للحرية الزرقاء تأتي إذ تشاء |
تختار أمكنة الهطول بغير إملاءٍ |
وتعبر كيفما كان الفضاء |
ما همّها من هذه الأرض الغريبة لونها |
لا أوقف الحراسُ قافلةً لها |
لا فتَّشوا أوراقها |
لا جاءت الطابور.. |
تطلبُ ختمَ أن تمضي إلى الأقصى |
فتغسل عنه أدران الحياة |
يا للمطر!!. |
عدل رحيلك في بلاد الله يا هذا النبيل |
أوفيتَ إذ وعد الجميع وأخلفوا |
إلاك تأتي وقتما انتظروك بالتعب الجميل |
بسطاء حد تعقد الأسماء |
هل تعني السعادة غير أن يأتي المطر؟! |
تمضي إلى حيث اختيارك |
والرشيد مهابة وثقت |
بأنك عائدٌ أبداً إليه |
مهما عبرتَ من المَهَامِهِ والفجاج |
سِرْ في فضاء الله واهطل حيثما قررت أنت |
لك أن تكون أمير نفسك سيدي |
وله الخراج!! |
أنت الذي نظرَت عيونُك كل عورات الزمان |
قل للذين تفرَّقوا في كل درب يبحثون |
إني رأيت غريقكم في بطن حوت |
قل للتي انتظرَت حبيباً لا يجيء |
سنة ويكمل ألف عام |
سيجيء إنْ حَطَّ الحمام على البيوت |
نذر اقترابك ضجة الدنيا وجلجلة الفضاء |
والرعد يكسر صمتها |
والبرق يشعل صوتها |
بالحب والخوف الجميل وبالرجاء |
هل لونك السحب التي حملتك أم لون السماء؟؟ |
هل أنت أخضر |
أم مآلات احتجاجك يا نبيل على الجفاف؟؟ |
يا واهباً حد الكفاف |
يا مانحاً حد العفاف |
تحنو على كل الدُّنَى |
حتى على البحر الكبير |
مطر يجود على البحار |
من منكما بدأ العطاء؟؟ |
سر في فضاء الله وافعل ما تشاء |
يا سيدي.. أنت الحياة!! |