جُبُّ الجِّهلِ : شعر :إبراهيم خالد أحمد شوك

جُبُّ الجِّهلِ 


  شعر :إبراهيم خالد أحمد شوك


(١) يا أمِّي النَّارُ تأكلُ أحشاءَ الدَّارْ

بالأمس سمعنا صوتاً طافَ يشقُّ سكون اللّيلِ

يحملُ بُشرى

واليومَ يباغتُنا الأوغادُ بوجوهٍ أُخرى

ونفوسٍ تنضحُ شرَّا

يحصدنا الموتُ تغذِّيه الأحقادُ

تطاردنا الأصفادُ

نركبُ ظهرَ العدمِ نلوكُ الماضي نجترُّ الذِّكرى يسكننا

وقدُ النَّدمِ نحملُ إصرا

نراوحُ فى دائرةٍ خاسرةٍ

لقُواها أسرى تنبتُ من غُبنِ البَرِّ

وغورِ البحرِ مكائدُ تترى

تتناوشُنا تدهسنا الأخطارْ

ساريةُ المركبِ كُسرتْ كُبكبنا فى جوفِ الإعصارْ

حيرى فى جُبُّ الجِّهلِ

قمئ الأغوارْ

حيثُ يُزانُ الشَّينُ وتُعمَى الأبصارْ

(٢) طال بنا المسيرُ يا أمِّي

وملّنا التِّرحالْ

في كل شبرٍ من فجاج الأرضِ تمرّغت كرامةُ الأحبابِ

غامتِ الرؤيا غربت سماحة الخصالْ

تمزَّقت عُرَى البلادِ عقَّها بنوها

ولغت فى عفنِ الخرابِ

فاستحال لعنةً وأنتنَ الأوصالْ

الذلُّ يلقفنا ونحن غارقونَ في الجِّدالْ النَّصلُ

غارَ مزَّق الأضلعَ هتك الشِّمالْ الوجعُ

يا خليلُ كاسحٌ جليلُ فرَّطنا فى الجِّنوبِ

أدرنا ظهرنا للوطنِ الرَّحيبِ

إنطلقَ العدوُّ سادراً يجولْ تُحتقر أنبلُ الخصالِ

يُقضى على مستقبل الأجيالِ

أخاف أن ينكسرَ السُّودانُ من خارطةِ تحكي جسارةَ الأبطالِ

ينفرطُ يزولُ

وقفتُ عَشِماً على المداخلْ

أطرقُ الشَّهامةَ هناك

لايردُّ سائلْ تفتحُ حضنها أحاسنُ الشَّمائلْ

خذوني باليمينْ بكرمٍ ينتصبوا مُسارعينَ يفتحوا قلوبهم مُهللينَ:

شرَّفتَ مرحباً تعالْ هذا التُّرابُ منبتُكْ في النِّيلِ دفن الآباءُ سُرَّتكْ سِرُّهُمُ ماتعُ وأنت ثمرُهُمُ اليانعُ قطوفهُ ثِقالْ


بريطانيا يوليو ٢٠٢٢

 
View sudan's Full Portfolio