على باب الخروج شعر: هاشم صديق

Folder: 
هاشم صديق
على باب الخروج
شعر: هاشم صديق
(1)
لم تعد في الكوب قطرة
أيقظ بيأسك
هذه الروح
التي ملَت تخاريفَ البطولةْ .
الآن تخرجُ ضامراً ومجّرحاً
ومقطّعاً إرباً
ومشتعلاً بزيت الغبن
والقصص المهولة
سرقت مآسي العمر
ذرات الأماني
أفرغت في الجُبِ
أسمارَ الطفولة.
................
- سيدي وطني
- ولكن من أنا؟!
وكيف لا أقوي
لأصبح مرة ًسلطان نفسي
دون أقدامٍ خجولة؟
- هل كفرت؟!!!
أوآه يا وطني
فقد قيدتني حباً
وقد مزقتني وعياً
وقد أوسعتني لهثاً
وحرقت أحلامي
على حمم الرجولة
الآن أخرجُ
ليس من جلدي ولا نهري
ولكني أطيرُ اليوم مغبوناً
إلى هذا المكان
سأضم أشلائي إلى عودي
وأسير محموماً لقرص الشمس
مزهواً بجمر الحرف والتجرِيح
والتعميد بالأحزان .
..............
- هل يفرح السلطانُ والأشباحُ
والأشرارُ والأقران؟!!!
..............
استريحوا
لكم الفراغ بكله
لن تزرعوا نجماً
ولا قمراً ولا سُحباً
وسترقصون
على جماجم مكركم
قبل إِدبار الزمان.
................
................
مرةً أخرى
تطير مكتئباً
ولكن لا تطيل الحُزن أبداً
لا تسامر في الندم
أرفع جروحك للسماء
لا تزاور بين أركان العدم
لا تنام على سلام
أو تراوغ في خطر
العالمُ المفتوحُ
غابتُك الأخيرة والكبيرة.
.................
عجباً
تعود قسراً (للرصيف)
وتعود خيمتك (المطر)
- هل هذا أنت؟!
لم يرتجف عِرْقٌ
على باب الخروج
ولم تراجع
حبر أختام السفر
- هل هذا أنت؟!
يستحيل الجمرُ برداً
والحنينُ إلى حجر
- هل هذا أنت؟!
اخرج بغيظك كله
لا تذيب القلب
لا ترمي النظر.
.................
اوآه يا وطني
الآن تقذفني
لقرش البحر ثانيةً
وترشقني الرياحُ
مرة أخرى
بلفح السم
في قلب اللسان.
.................
لن يهطل الدمع مدراراً
كنتُ نيلاً من دموع
ثم جففني الزمان
(2)
الليلة صابحني
مساء الأرق المغسول
ودغدغ أنفي
عطر ( النيمة )
في ذاك البيت .
ناداني عرقُ النيمة
ان ارتد أسيراً
تحت سماء امدرمان الأولى
لكني أبيت
أنا وجوادي صنوان
نجرجر ذيل الريح
على الأصقاع
نصب النار
على خد الزيت
(3)
- ماذا؟
هل أقرأ صحف الخرطوم؟
- لا فالصحف بديل (الفاليوم)
حين يقهقهُ في عينّي الأرقُ
يطرد من أذني
همس النوم.
(4)
اغترب جوادي
وبقيت أنا
لا أغترب جوادي
... وأنا
(5)
عارٍ كما ولدتني أحزاني
ذات مساءْ
عجباً!!!
لكني في كامل هندامي
في المرآة
(6)
راقبني الأمن القومي
راقبني الأمن العام
راقبني الأمن الخاص
راقبني الأمن الفني
راقبني الأمن الأدبي
راقبني الأمن الوهمي
راقبني أكثر من غيري
هذا السجان ضميري
يا ويلي
من هذا (الأستاذ)
ضميري.
(7)
أرتاحُ قليلاً
في صهوة هذا اللهث المجنونْ
اتمدد مثل الميت
أبدأ- في السر- أعدُ الأرقام
من الواحد
حتى المليون
- لا أدري من قال
(أكون... أكون)
- من صرّح
ان ( ليس محال تحت الشمس )
هل (هولاكو)
أم ( نابليون )؟
.............
أسخفُ من هذي الدنيا
هي الدنيا
وأتعسُ من أتعسِ حلمٍ
هذا النفس المسجون
(</p>
  </div>

  <div class= View sudan's Full Portfolio