إبر الشِتا .. وسهر الكمنجة
شعر : هاشم صديق
«1»
الدوباى
«تبيتي في الوهطه
وجفونك
مرسى للقمره
النِسَت
«أحلام صبانا»
يا مسايرك
ليلها أصبح
يا ملامحك
لونها افصح
من رطانه
.......
يا تخاكْ
من غيمه سمرا
لما تَبْتَبْ
فوق سَدُر
قش البطانه
«2»
الشتا
الليل بَرَد
الليل بَرَد
....
أنفاس شِتَا
الحُزْن المسافر
في العروق
ولاّ ده الفصل
العَصَف شجنو
وقصف
ورق العُمُر
وكت الشروق؟!
....
انجديني..
لو داب تلج
من نار موده
أو انكسر
برد الفراغ
في وش لهيب
كل الحروق.
يا «سجني جلدي»
يا هلاويس
التواصل والبشارات
والبروق.
يا بطاقات الدخول
يا مراجيح الدَفره
بين وجع المخاض
وبين رماد
طعم الأفول.
يا مطارات الاسف
ويا ختم ورق المروق.
يا سواقي الرحلة
تَغْرِف
من بحر حبر
الشقا
تسقي عطش الناس
ُمُني
ويصبح جزا الساقيه
العقوق.
أنجديني..
«عميان.. وشايف
غبيان.. وعارف
بريان.. ونازف
عشمان.. وخايف
مالي زي شدراً
سكن بال الخلا
أخضر.. وناشف؟
....
أعذريني
أصلي ما بعرف
شنو الفرح
الموالف
إلا بس
لهب المسارب
والمواقف».
انجديني
الليل برد
الليل برد
....
وحلمت
بي جمرة هواك
ترحمني
من إبر السَقَط
لسه الشوارع
والبيوت
وحلانه في مطر
اليِفَط.
لسه «الخضر»
في الهجره
ما باس المطار
او استجار
عود الحروف
بالحمى
في عِرْق الُنقط
لسه الشِعِر
بردان
وخجلان
في الفراغ
خايف مكرفس
في الشنط.
الليل برد
الليل برد
كملت سنه
سفّايه
من حلق الرماد
....
لو كان وقف
سيفاً
على صهوة رجا
أو دَقّ حافر
باب جواد.
أو حيلنا
ما صنقر فَتَر
وصراخنا
سخسخ في الرقاد
كُنا..
كان..
إن..
صار..
وشتانا اشرق
في شرار
وغسلنا عار
ذل الديار
«آخْر السنه
اشتل
على الحجر الوِرِد.
واخدع اناملك
يا برد
بي غنيه
عن ريداً بجي
واسرح
مع العام الجديد
مستني
«للخضر» النبي
يبكي الأسف
من وهمي
ويرتج الجدار.
يمشي الملح
بي دمعي
للأرض البوار.
أهبط
من الزمن الجميل
متدلي
في بير الغبار
وأعزف
على الوتر الجريح
شجن المعارف
ووحّة الريح
في المدار.
...
أخر السنه
ويبدا الزمن
نفس الزمن
زايف لزج
يعتب جواد الرحله
في شوك الصخور
وينهدّ حيل
عصب السرج.
وأسمع
صدى العام القديم
مترامي
في العام الجديد
- الحب مجرّح
بالكضب
- نهر الصِدِق
جفّ ونِضِب
- عشق السلام
شجن الحَرِب
- الحق كسف
مات الشرف
السيف رجف.
آخر السنه
ضاعت حروف
كلمة فَرِض
غابت شمس
معنى العرض
....
لو يغسل الدمع
الارِض
لو يغسل الدمع
الأرِض
«3»
سهر الكمنجه
تيمه
في خاطْر الكمنجه
شرقه
في حلق الوتر.
لفحه
من حزن الشتا
عصره
من كف المطر.
...
الدنيا في عيونك
خلا
يتمطّا في عَجَل
القطر.
الريح تفرتق
في الزرار
ترقد
على شوك الشَعَر
....
يا حليل صوابعِك
والحريق
رفقه شفايفِك
في السهر.
متعة كلامِك
في السُكات
جنه عناقِك
في الخطر.
رحمة لحافِك
في الضلام
همسة بلاغتِك
في النظر.
جَبَنة صباحِك
في العروق
ونسة سبايبِك
في السفر.
ضحكة ربيعِك
في الجفاف
لشغة حنانِك
في الكدر.
رقصة جنونِك
في الطبول
تترامى
زي نار الغجر.
مالي باركت
الرماد
ورسمت بي حبرو
الجنون
ونكشت
شنطة حزني
رتبت الجروح
وهمست
سر أورادي
في أذن السكون؟!
....
الدنيا مالت
ولا مات
برق المشارق
في العيون؟!!
وضحكت
في وش اليفط
وبصقت علكة
« يا أكون
أو لا أكون»
....
مسخ الكلام
مسخ الكلام
..
إرتحت
لي بوح الكمنجه
وحرقت
أوراق المثل
ونتفت ريش
حكم الفِرِنجه.
....
أبلغ من الحزن
الموسيقى
أرحم من البرد
الحريقه
وأفصح من المُدُن
النصيحة
خاطْرة في الجُزُر
الغريقة.
إلفة
في سهر الكمنجه
وغَصه
في بوح الوتر.
التبغ
وهمسات الستاير
والوساوس
في السمر.
ضل زمانك
في الجدار
معبور وحاير
في اللمبه
يرسم موج ضفاير
تنداح على السقف
الدواير
وتطير ملايين
الخواطر
والدنيا ترتج
في النظر
وبره الشبابيك
في الدموع
تومض وتتكَسّر
شموع
وتهاتي
من لسع المطر.
الموسيقى..
الموسيقى..
تحفر تقرقر
في الحُزُن
تنفخ تفتفت
في الحجر.
ترسم.. تشخبط
في البحر
تصرخ تجادل
في الكَدَر
تضحك تنطط
في السهر.
تلمس شَعَر
جلد السقط
يرقد
على صدر السفر.
تحرد تهاجر
من وطن
ترجع تَخُت
رَحْل الشنط
وتْبِل عذاب
عطش الحروف
تسري الحرايق
في النقط
يندلع في الريح
هتاف
ويهبط
على الشرفه
القمر
وفي حته
من سور الرمال
ينفتح
باب البحر.
كِمْلَت سنه
سفّايه
من حلق الرماد.
لو كان شرح
قلب البيوت
قمراً مصنقر
في جواد
أو نقرش
الفرح اليتيم
وصَحّا عين
أو رنّ حافر
في خواتر
وقمنا من صوم
الرقاد.
أو انكسر
طوق الكدر
وردمنا
في السكة الحُفر
ووقفنا
في وش الخطر
كنا...
كان...
إن...
صار...
وغسلنا ذلنا
في المطر.
......
إلا العشم
مرات بفرفر
في العدم.
الشمس تشرق
من نغم
التيمه تطلع
من ألم
الدنيا ترجع
للنظر
في شعّه
من ومضة وتر.
«4»
الحضور
«الموسيقى..
وانتي مافي..
يجهش الوتر الموتر
وينفلت
دمع القوافي
والموسيقى
وانتي في
يصحا في جوايا
شي
يقلد اللحظه
ويزركش
ويبقى نبض الصُحبه
مدهش
وانعتق
من حزني حافي
وأبقى طاير
جد خرافي».
«5»
التهاني
(كل عام
وإنتي طيبه
وبت مسره
كل عام
وإنتي أسمح
جوه.. بره
كل عام
وإنتي صابره
جروحها حره
كل عام
وإنتي عارفه
الحاله مُره
إلا ضحكك
ناي يزغرد
ألف مره.)
كل عام
وإنتي غيمه
تباري نيمه
في حوش غلابه
كل عام
وإنتي ورده
في حضن عِروه
وطيره حره
تناجي غابه.
كل عام
وإنتي لمه
وحوش وحاره
وصفقه.. عرضه
ولمبه خضرا
على الإشاره.
كل عام وإنتي
صاحيه
وبت شطاره
وكلمه طيبه
وبشرى ساره
كل عام
وإنتي شارقه
وناضره
مرجيحه وضفيره.
كل عام
وإنتي طوق
الضفه
في غضب الدميره.
كل عام
وإنتي نخله
فراش ونحله
وصوت بيهدر
في مسيره.
كل عام
وإنتي «عزه»
وسيف يماني
كل عام
وإنتي حاضره
داخله.. مارقه
على الحواري
وساكنه
في طَرْف الثواني
........
كل عام
وإنتي طيبه
وبت مسره
كل عام
وإنتي اسمح
جوه.. بره
كل عام
وإنتي تعريشة
تهاني.
توقيعات آخر السنه
«أ»
«لا عندي قصراً
في سحاب.
لا عندي عشماً
في ر هاب
لا عندي كضبا
في كتاب
لا عندي تمراً
في جُراب
لا عندي خوفاً
من حُراب
لا عندي مدحاً
لي غراب
لا عندي طيناً
في تراب
لا عندي شكاً
في خراب
لا عندي تعظيم
لي جناب
لا عندي حزباً
أو نِصاب».
«ب»
يفوت
من فات
يموت
من مات
فرح جواى
كتير مكتوم
موفّر
لي زمان أصعب
يكون فيهو
الفرح معدوم.
«ت»
أعتى الرياح
تطغا وتفوت
ويرجع عمار الدنيا
وتقوم البيوت.