كساد الثورة والصدق هاشم صديق

Folder: 
هاشم صديق
كساد الثورة والصدق
هاشم صديق
...........
منذ اندلعت
فى أوصالى
دفقةُ حبٍ للفقراءِ
وطينِ الأرضْ.
وأدمنتُ الثورةَ
والتكبيرَ لحقِ الناس
بصوتِ الفرض
أسلمتُ جوادى
لضميرى.
..............
نزحتُ انقبُ
فى التاريخِ
ونبضِ الساعة
عن سيفٍ يضْوى
فى أفق ِطريقى
شمس قَناعة.
عانيتُ ضياعى
عريتُ ضلوعى للأنواءْ
جاهدتُ ( ديمقراطياً )
صَلِباً
يقاتلُ سراً
يقاتلُ جهراً
فى الأعداء
لكنى ومثل حصاةٍ
تسقطُ
من نجمٍ عالٍ
كنت أحسُ بأنى
أهوِي
أهوِى
أهوِى
افتقدُ أمانَ
ثباتِ جناحى
وقدرةَ نفسى.
كنت أصيخُ
السمع
لوقع اللغوِ
يعكرُ صدغى
أسمعهم يروون
بأنى
فى كل هبوطٍ
فى أرضٍ ما
أغمسُ جسدى
فى لون ما
ما أضيقَ
أفق البلهاء
وكأنى عصفورُ
لُغزُ
ألوانى ألوان
الأشياء جميعاً
والأسماءَ جميعاً
لكنى لا أحمل لونى.
.................
يا وطن الثورةِ
والفقراءْ
من كلِ سهامِ
الغدرِ
يئزُ فضاءُ العمرْ
وتنزُفُ
من روحى
كلُ دماء الصبرْ
أتلظى بين ثغاءِ
الثوريين الأطفال
وخبلِ الوالى
وكأنى بين النارِ
وباب القبرْ .
من كل خنادق
هذا الوطن الصابرِ
من قبو السجنِ
وحتى حدودِ
خطوطِ النارْ
تتقارعُ
أسيافُ الثوار
وينمو صليلُ الحقدِ
وشبقُ النحرْ.
.................
الكُل قضاةْ
الظلمُ وباءْ
العدُل رياءْ.
الفرحُ كسادْ .
ثباتُ الحبِ
وصدقُ اللفظ
كسادْ .
الحقدُ يفرقعُ
فى الظُلمات
والموتُ ( يبرطعُ )
مثل الثورِ النازفِ
يحصدُ زهرَ الناسِ
بقرنيه
ويمزقُ أحلامَ
الطرقاتْ
.............
لا أدرى
كيف اغتال الفقرُ
كلَ الأشياءِ الموروثة
وكلَ الأحلامِ المألوفة
وكيف اكتشف
قنابلنا الموقوتة
وأخَذَنا
لساحةِ سوقِ الوطنِ
ونادى السياف
فجزَّ عقيرتنا
فأدمنّا غناء الثورةِ
فى السرِ
وسَبَحنا
فى موج الفعلِ
على البر
ومكثنا نَحلُمُ
مثل الحشاش الأعمى
بالشمس وبالأزهارِ
وأطيارٍ
فى غاباتٍ فضية
وشهرنا
على الشرفاء
الأحقاد الرعناء الثورية.
...............
يا وطنَ الثورةِ
والفقراءْ
( عزةُ) خلف السورِ
ونحن
نسامرُ فى البغضاءْ
هل تسمعُ
صوتَ الريحِ
يصفرُ فى القضبانِ
فتعلم أنّا
قد صعقَ العجزُ
فتوتنا
فتزهد فينا؟!!!
...............
لا شى يُجيب
فالوطنُ فضاء
والزمنُ فضاء
والناسُ فضاء.
.................
أحياناً تتساقطُ
من سقف الوطنِ
النازفِ
منشورات’’ ثورية
لا أدرى
آخر منشور ٍ
من أول منشورٍ
الا بالتاريخٍِ المكتوبِ
على صدرِ الاوراق
فالمنشورات توائمُ
تتشابهُ
فى الأنفِ وفى الأذنِ
وفى التهويمِ
وفى اءلاطراقْ
فى كل تقاطيعِ الأخبارْ
فى عجز الصوتِ
وضَعفِ النارْ
.............
لا أدرى
كيف يكونُ خلاص
الشعبِ
بهذا الورقِ البالى؟
هل سيسقطُ يوماً
منشورُ
من سقفِ القصرِ
على عنق الظلم
فنسمعُ فى المذياع
بأن الضيم
قد انتقل لدار اخرى
بمؤامرةٍ كبرى؟!!
أم سيهبطُ منشور
فى قلبِ الأمةِ
مثل غرامٍ
أو غضبٍ فارع
فيؤججُ
نيران الشبقِ
الصاخبِ
فى أوردةِ الشارع
فتبدأُ أعراس’’ دموية؟!!
........................
لا أدرى
لكنى أعلمُ
ان الرحم ولود
وعزةُ انثى نارية
قد يطرقُ يوماً
فرش انوثتها
" فحل" مجنون
فتحملُ عاصفةً
تقتلعُ الظُلمَ
من الأرضِ
السمراءِ الطينية .
View sudan's Full Portfolio