إنتبهوا !!
يحفظ ضد مجهول
شعر: هاشم صديق
شكراً لله
فالوالي لم يمنحني
وساماً ذهبياً
كيف كنت
أوارى خجلي
فى قبر وسام ؟!
......
وكيف كنتُ
ساقرأُ شعراً
ولا أكسِرُ بصري
فى حضرة جمهوري
الأيتام
وانا مذبوحٌ
بقطعةِ ذهبٍ
من نحري
حتى قدمي
تجعلني منشطراً
نصفين
نصفُ ضد النصفِ الآخر
وحروفٌ تخرج
من حلقٍ مشروخٍ
بأي كلام.
.......
شكراً لحذائي
غير اللامع
فى حضرة
كل نجوم الاحذية
الأعلام.
شكراً لغبار الشارع
ومياه البالوعة
تهرعُ فى الدرب
و(اورنيش) الفاقةِ
ورهق الزحف
على الاقدام.
شكراً لوسام
الشق الغائر
في كعب القدم
ودكتوراة الاورام.
شكراً لله
لأنى لم اسجد
في يوم ابداً
لأصلّي خلف كبيرٍ
يرضى عني
لأني دخلت الإسلام.
......
من حظي
أن صلاتي
عزفٌ منفردٌ للخالق
وان جبيني خالٍ
من غُرة تمييز
تتقنها الصِنعة
فى سوق الغُررِ
الأوهام.
من حظي
انى لم ادخل وطني
من باب
(كبار الزوار)
ترفع قدْري حقاً
نظرات العسسِ
وتدقيقُ الاوراقِ
وتفتيش جيوبي
بأمن مطار.
لم يجدوا يوماً
شِعراً محظوراً
فى وسط ثيابى
لأني أكتب محظور الشِعر
على قلبي
وقلبي على العسس
عصي
يضحك من خُبث
الأنظار
مقفولُُ فى وجه
السادة
مفتوح فى حضرة
جمهور الصالة
ليل.......نهار.
......
هذا مسرحُ
تجريدِ العبثِ
وتأليه اللامعقول.
الشمس تغادر
كهفَ الليلِ
ليبدأ فى وطني
فجرُ الزفةِ
للمجهول.
المأساةُ الآن
ليست قطعة
خُبزٍ
او (صحن الفول)
بل ان القاتل
يصبحُ (عيسى)
بل ان الظالِم
يصبحُ (موسى)
وملفَ جُروحِ
الناسِ
(يُحفظ ضد مجهول) !!
.......
المأساةُ الآن
لم نوكل قلماً
ليوقع عنّا
في صلح الاوراق
بدموع او دم .
لم يسألنا أحدُ
عن رأيٍ
أو ظن
او فهم .
كنا نظن
ان (النبقة)
قِسمة فقراء الناسِ
لم نتحدث أبداً
عن ( الكافيار)
او ( الاناناس)
لم نرفض
أن نكشط إسم الحربِ
من الكراس
لكن من كان
يحاور عنّا
فى هذا المولد
والواحد منّا
ممنوعُ الأنفاسِ
او معتقلُ
يا حُراس!؟
......
وجهان
من كل وجوه الناس
قد إقتسما
حتى ثيابي
وانا الشعبُ السيدُ
الوارث .. والميراث .
إغتالوا جنيهي
وإنحسرت وجباتي.
مثل الماء
من البئر
وتم بأمر الدولة
تطبيع جروحى
ومماتي.
أطفالي السبعة
جوعى
ومعاشي لا يكفي
إيجار البيت
دعك عن الاحلام
مثل اللحمة
وبعض الملح
ورطل الزيت.
تنوبُ التُخمةِ
عن جوعي
في توقيعِ الأوراق
وحقوقي منسية
مصاريفُ
مدارس اولأدي
دواء (القحة)
نحول الجسم
وسياط
(بيوت الاشباح)
وكوم جراح
وقهر الذُل
والف قضية
ملغية.
......
قال: ( المانشيتُ )
على الصُحف المخنوقة:
فلننس الماضي
ولكن ....
(يا أولاد الهرمة)
جيبُنا فاضي
والثروةُ
تذهب للطرفين
وانا الشعب
المالكُ
لا املكُ
(سد الدين)
لازلت (مهمش)
مغلولُ يدين
ووكيلى ليس الجلاد
او السارق
وليس هنالك
بند في الاوراق
عن الماضي
يُعَرّفُ إسم القاتل
والمقتول
وإسم القاضي
أعلمُ ...
وكنا من قبل
العملاء
وأعداء الإسلام
سنكون الان
أعداء سلام.
فانتم أمهر
صُناعَ كلام
وأفجر من سب
وهاتر
في الإعلام
وحواة
- قبل رجوع الطرف-
ستأتون
بعرش (مسيلمة)
مثل شياطين
سليمان.
وجراد قرض
الاخضر واليابس
وهو يُسبّح للرحمن
كم امقتكم
ليس هنالك فيكم
من يشبه
فعل المسلم
او معنى الإنسان.
الآن
هل تصبح
هذي العاصمة الحضرية
علمانية
أم إسلامية؟!
......
لكنها ترفع
ساقيها
منذ الفجر
وحتى رحيل الليل
مثل العاهرة
الغجرية
سرق الجوع
حياء الحِكم
وأمثال جدودي
الشرقية.
.......
عاصمة إسلامية
والخمرُ السيء
يُحلب من برميل
مسموم.
حشيشٌ ونساءٌُ
وشذوذٌ
ووضوءٌ بالويسكى
وصلاةٌ
في غُرف النوم.
عجباً
تحت سماء الشرع
تُمارسُ أحدثَ
موضاتِ العارِ
في اكثر من رُكن
من هذي الخرطوم.
.......
هل سيعودُ الشرفُ
على متَن الاوراق
وسفسطة الإعلام؟!
من سيسددُ
فاتورةَ بيعِ
بكارةَ أنثى
سَفَكَتها
من أجل طعام؟!
من سيجعل
حرف الالف
يعود لوسط اللام؟!
هل ساصبحُ حُراً
كما يعُدُ الناطقُ
ام هذا
- كالعادة -
اى كلام ؟!
......
ماذا؟!
هل سيتفق الطرفان
على نزع الألغام؟!
لكن من سينزعُ
من صدرى
هذا اللغم العام؟!
ومن سيحاسبُ
آمرَ فرقِ الإعدام
ويعيد الشهداءَ
لسقف البيت
وفي رمضان؟!
ومن سيقيم الحدَ
على من ذبحوا الإسلام؟!
......
يا أحفاد مُسيلمة
وزبانية الحجاج
إن صادرتم
ثورات الشعبِ
وبلعتم
قوت الناس
وعلى باب المسرح
أعلنتم عن ملهاة
تدعى (إنقاذ)
و(لهفتم)
كل الثروات
من الصمغ العربي
ولوز القطن
وحتى آخر قطرة جاز
وأسميتم دمار البيت
وعار الفاقةِ إنجاز
وأبدعتم فى الكذب
حيث تغنى
مغنيكم
عن وهم عبثى
أسماه (الاعجاز):-
من اوكلكم عني
وانا الشعب
الوارث والميراث ؟!
من أين أتيتم
يا ( اولاد الهرمة)
وكيف يكون
الورق سلام؟!
وأنتم حراس القهر
ونحن قطيع
في سجن عام ؟!
هل سوف يصفق
(بوش) و (باول)
لنجمين إثنين
وتُمحا بقية كل الأرقام ؟!
......
لن يعطس طرفُ
إلا بإذن
(البيت الأبيض)
- وإن خالف -
يكتب (بن لادن)
او (صدام)
ليس هنالك
عطسُ حُر يا عمرو
بل ليس هنالك
أحيانا
- فى عُرف القوة -
شئ يدعى زكام.
أقيموا
صلاة الشُكر
على باب
(البيت الأبيض)
فليس هنالك
فى فقه الذلة
شئ يُدعى حرام.
صار المنطقُ
عاهرةً غربية
وزناةُ الحُكام
العرب
يحبون الغَنَج
بصوت ( نعم)
لا يهمس أحد ابداً
بكلمة (لا)
حتى لو كان المنطقُ
عِلم العربِ
حتى لو كان الحق
كلام الله .
.....
عجباً
عجباً
يا أمراء العرب
وسيوف محمد
والإسلام
يامن بايعتم
فخذ الغرب
وكم امتعكم
ذل الضرب
وضحكتم
- مثل البلياتشو-
لحرق الشام
......
ستقولون :-
شجبنا.
ياربى
من يشجب
كلمة شجب هذي
أو يحرقها
فى حفلٍ عام.
أعلم
وكنا من قبل
العُملاء
وأعداء الاسلام
سنكون الان
أعداء سلام
ولكن
لن يعمي بصيرتنا
برقُ الكاميرات
وتصُم الآذانَ
رعودُ الإعلام.
نحن نرى
ببصيرتنا-
ما خلف الاوراق
ومصافحة الإيدي
وتصفيق الجوقة
وتمكين الاقزام.
........
كم مرة
كان هنالك حفلُ
للتوقيع
على دفتر صلح
في تاريخ الوطن
وكان هنالك
حُراس
ونحن قطيع؟
وكم مرة ذاكرنا
على سبورة
جُرح الوطنِ
باع .........يبيع.
نظل عيوناً
غائرةً
في صالة هذا المسرح
نشهدُ ملهاةَ
التوقيعِ
وتراجيديا الترفيع
وسيرك الركض الى الغابة
و( فارس) التقطيع
وننكفيءُ على الجوع
ووخز سقام
زخاتُ الخُطبِ
تضاعفُ حُمتنا
كلامُ
وكلامُ
وكلام
ورجالُُ في كل الأزمنة
هموا الامراء
ونحن قطيع
في سجن عام.
سئمنا أن نحلم
مثل الحشاش
ويسرق سادتنا
منا
حتى الأحلام.
......
لا
لن يُفتح
هذي المرةَ
بابُ دون حساب
لن نسمع
هذي المرة
طرقعة الانخاب
ونغُضُ الطرف
عن السفلة والاذناب.
فذاك كتاب
ذاك كتاب.
لن نُصبحَ
(في كل عصور العصر)
جموع النظارة
والاقزام.
هذى المرة
نعطسُ
تحت الضوء
ودون الاذن
من البيت الابيض
او الطرفين
ونثأر
للشرف العام.
ونبصق
في وجه القتلة
والإعلام.
.....
هذا مسرح
تجريد العبث
وتأليه اللامعقول.
الشمس تغادر
كهف الليل
ليبدأ في وطني
فجر الزفة
للمجهول.
المأساة الآن
ليست
قطعة خبز
او (صحن الفول)
بل ان القاتل
يصبح (عيسى)
بل ان الظالم
يصبح (موسى)
وملف جروح
الناسِ
(يُحفظ ضد مجهول)
لا
لا
لا
لن (يُحفظ ضد مجهول)