الموحدون بلابل السماء

يلتقط الحروف كما تُجيئه ..

كانت تنتظر ان تُزين قليلا ..
ان تلبس اقراط جدتها..
ان تُلغم ببعض الأسى ..

الحروف التى عليها السِحاب
فى إنتظار تنزيلها
الشوق فى الأرض يُفيض
يقتلها الظمأ

درب الأربعين تملاءه قوافل الأبالة
هو نفسه كان درب العبيد المكبلين بسلاسل الحديد
قالوا كانت واحة غناء قبل آلاف السنين..

والآن في إنتظار نضج شجرة الحِناء
يبني علي كف الحبيبة نقوشه
البتولات سليلات جداتنا شوقهن للرقص يفيض
يتمايلن كالنخيل في شبق التلاقيح

بعيد هناك يلتقط أنفاس الحروف الشريدة
يطوعها أمامها كالنسيم
فتركض اليه، وهي منها تفيض أكوام شوقها والقُبل
الموحدون كانوا بداية الخلق
وكانت هي بدايته للعبادة
لمعرفة ان الذين يرأوون يكذبون دوما
وهم في مخيلة المُكر
وعند المعركة يتقدمون للموت

الموحدون بلابل السماء
إيقاع أرضها
المحلقون دوما للاعالي
تماما كالبدر التمام ، كالوعد في هباء قبلة اولي.

في البداية كانت القبيلة في الإنتظار
من أغاني العودة مزاميرها
في مواسم الحصاد يتزاوجون
ليأتي المواليد متي أرادوا

الموحدون علي الصخر رسمها الأول
حرفها الخارج من المشافهة المرهقة
ازاميل الغناء للحركة الناشئة من الرقص
الوحشة المتكومة في القُبلة

فى انتظارك كنا
نتلمس الأشواق التي تقربنا
الذكريات التي نسجتها برغمنا
وكلما اوغلنا النظر في طريق قدومك
كنا نراك تبتعد
فتعال إلينا يا سيدي

كنا في انتظارك يا فارس الحِمي
كنا في إنتظارك نقلب دفترك
كنا نعيد قرأته
لنعرف موعد عودتك

القابضون علي الجمر صهرتهم الفيافي
لم يرجعوا الي مدنهم
انصهروا في البعيد
بأزياءهم المتنكرة
بمحياهم الوسيم
بغربتهم المتكومة في القُبلة الشريدة

القابضون علي جمرتهم علي وجل القبيلة يهربون بعيدا
وعند اول إعلان فقد لهم يتنكرون بحقيقتهم
يقولون لسنا نحن منكريكم
يعاودون القرأة لتلمس الهدي
لا غيره سواه ألله هادي سبيلهم
" الطريق إلى الله " عنوان المريد..
اليه مبتغاك
أيها الفارس مالك الحدوة الأولي..
الحدوة المصهورة أمامنا..

وترحل المسافات في حضرتك
شهيدة من خلف شهيد
وآخر يترجل بعيدا

قف تأمل مواقع الصامدين
قابضي الجمر
طلاب الاعالي
المغرمون في شهادتهم
الموغلون محبا لله ورسوله

شعراء غابات سافانا والامزون
سيرة أنبياءهم
نبؤات الأنبياء
قول الله
فاتحة البوادي

الا ليت شعراء متردم بقايا افول النازحين
ما ذنبهم الأطفال
الامات
الجدات
جدودنا مسيار آفلة المشارق
الا يدرون بانهم ملاك شروقه شمس المحبين

قيدي إلي ملامسة رسنك المنصوب نحو الشمال
حبيبتي
شمس الأصيل  المر
حكاية جدتي عن جدي الراحل

متاهتي
عنواني
أصل ان انبت نا بين شمس و قمر

اعيديني إليك لو تسمحي
اعيديني إليك هنيئة ..
انتظارا
ميقات القدوم
مجابهة
مواجهة إليهم علي إيقاع زكري ..
و ..

لا أدري ما
أقول..
سأقول: اني احبك!
ام خيارا في اتجاه القبلة المتكومة

الراحلون علي هناء طريقهم
يفتلون حبال الماء
والبئر علي مسافة ليلة وبعض يوم

غائرة جراحك في الرمل
ترتوي منك واحات النخيل الموحشة
والشوق لسماع صوت الضفادع في البركة البعيدة.

لسماعك تنتبه المآذن وهي ترمي إليك الإنتباه..
العصافير التائهة من اعشاشها دليل عشقك
والمرابون في خلستهم الدائمة

قلها كما يأمرك الله ...
قلها وداعا ..لوحهما يداك المغروسين في ابديتك  . .
عيره انتباهك لما توده ..
وامسح خطوات مشيك من الأرض لكيلا يتبعك الغاوون..

المتنمرون في لغة الحداثة هم أتباع علي بابا
استخرجتهم ماكينات السرعة بتوصيف جديد
وهم يظنون بانهم ملاك التروس
ملاك المساحات الشاسعة
ملاكنا..

من كل شقة تمرة كانت تأتينا أحاديث رسولنا(ص)
وكانت تخيفهم..
فياتوننا بالزبائح وهم بكاميرا التصوير
وعيونهم في الأرض
ونحن صوب السماء نحلق

الصدأ يمارس عريه علي أطراف منجل الزارع
لقاء علي قارعة الطريق مع شاعر كبير

كانت القصة تفصل اركانها مذ البدء
الا انه ولطبيعة الاشياء تم تجنيبه..
لم يعد هو مالك الدفة
ولا بطلها.
فقط الساهر لهم القبيلة

مواعيد لقياهم قالت قريبة
الفارس المغوار  صاحب الاناشيد الحماسية في المقدمة
والعصافير تظلله من الشمس
القمر ينير طريقه للمجد..
والقبيلة كلها من علي مشاعلها تمجده
وتعيد كتابة التأريخ المزور

((صبرا ال ياسر ان موعدكم الجنه ))

الطريق إليهم طويل
وكنا نمتلك الارادة لنكون بقربهم
الطريق إليهم بعيد
وكنا نملك الروية للاقتراب قليلا..
قليلا..قليلا..إليهم سادتنا وسيداتنا..

إلي اي حد يمكن لناصية الحديث ان ترضي وتقول كفي!
متي إعلان ان الحروف ما عادت جوامد !!
متي قادمة الحبيبة..

سلام يا سلام روحي
سلام يا ذات الضفاير ..
سلام مني والله..

كانت كلما راودتها الحنين الي القبلة المتكومة..
تسرج فخذيها للخيال..
تحملهما الي هودج ما قبل معلقات الكعبة
ما قبل الرساله الأخيرة
ما قبل اختام التصاريح
ما قبل هجرتها العقول

راوديني يا صباحات القبيلة
اضربي بحوافرك و ببرقك المعبود ظني
اعُلمني عني القبيلة بنواياي
ورغبة المحبوبة في الهروب ..
بالابتعاد ولو قليلا

وبداية أخري علي راس يوم جديد
للمزارع فقط امتلاك عيناه أمام الثمرة
وللثائر إعادة صياغة ولون يضاف الي العلم القديم
ولا ننسي وجوده قمر القرية الهادية ..
ولا عمامة تغطي رأس خيال مآة تحرس اللا شيء

دفناه ورجعنا ..
"ونحن في الطريق الي بيوتنا لم نتوقف عن ذكر مآثرة"

كيف تراه في سكونه مع الموت
ضجيجه عند كل عارفيه
كيف تراه يكون مع الله

له الرحمة والمغفرة ولنا الصبر
الصبر الذي يقودنا إليه
والذي يبعدنا ان نكون بقربه
تمني لو ان لللغة نهاية ..
وللشوق مرساه ..
تمني لو ان مرساه مرابط لشوقه
وان إعلان سكينة الموت يجوز

كان يدري تماما بأنه مُساق الي حتف الشهادة
وان لا أحدا سيبكيه..
كيف يبكوه وهو المُساق إلي حتفه
إلي الموت القريب

 

View sudan's Full Portfolio