قراءة : اياد شماسنة
شاعر وروائي\ فلسطين المحتلة
في قوالب تحريضية مستفزة، تترك المرء حائرا، عبر تنقله خلال 17 قصة من مكونات المجموعة القصصية التي قدمها القاص العماني محمود الرحبي في مجموعته القصصية الصادرة عام 2012 عن دار فضاءات، هذه المجموعة التي فازت بجائزة السلطان قابوس للثقافة والأدب عام 2012، كما وفاز صاحبها أيضا بجائزة دبي لدورتها السادسة عن مجموعته الأخرى "أرجوحة فوق زمنين"
بلغة جميلة وأسلوب يجمع بين الكلاسيكية والحداثية، مما يخلق تنوعا محمودا ودهشة تعبق بالمتعة ،مما يدل القارئ على منعطفات جميلة بل ومتميزة في المجموعة القصصية تبدأ بقصته التي تحمل اسم المجموعة "ساعة زوال"، مما يخلق اختلافا واضحا بين القصص وتنوعا من حيث لغة الكتابة والمجال الحياتي للقصص والفكرة ، بحيث يبدو فن القص عند الرحبي متبلورا بصورة جديدة يعكس ذلك خبرة الكاتب الفنية وتجربته القصصية والنثرية
قالت عنه الكاتبة فاطمة عديلة انه بقدر ما يشاكس الموت فانه يحرص على الحياة ، وبذلك يبدو كأنه في حقل ألغام ، لكنه ومع تمكنه من النص فانه يخلق شخصيات ذاتية الحركة ، ويتركها تعيش القصة لوحدها ، ثم يوظف الحكاية توظيفا جميلا بحيث ينقل فكرته وخطابه إلى القارئ عفويا ودون مباشرة أو توجيه او اقتحام
يمارس محمود الرحبي بين الخيالي والأسطوري والواقعي في قصصه العديدة عبر 128 صفحة، وهو يعتمد على الأسطورة كثيرا، وهو يبحث عن مفاتيح أوجاعنا ، لكنه لا يجامل ولا يراوغ، بل يقدم فكرة مضيئة جدا في عدد من القصص المتميزة التي تجلت فيها واضحة صورة الإنسان العماني خاصة والعربي عامة، ونقل الرحبي ذلك إلينا من خلال شخصيات متنوعة:غرائبية، متخيلة ، حيوانات، أبطال كرتونية
محمود الرحبي، الصديق المبدع ، يثبت من جديد أن الأدب العماني أدب متميز ولديه من المخزون الإبداعي الكثير ، وفي انجازاته المتتالية يبشرنا انه لا زال يخبئ الكثير من كنوزه بما يساهم به عبر أسماء وأعمال هامة في مسيرة الأدب العربي، استمتعت بقراءة محمود الرحبي ، وقررت عدم الزوال عن ساعة الزوال حتى ارتوي بها تماما ، مما دفعني الى البحث عن المزيد لعمان وكتابها وخصوصا أن محمود الرحبي يكتب الرواية ويبدع فيها بجانب القصة القصيرة