بوح عاشقه 3
تتراءى أمامي طيوف أحلام تعود بي إلى الماضي..
إلى ذكرياتي المُتعَبة..
إلى صوري المبعثرة..
إلى شتات أحزاني..
ثمة أشياء تعبث بقلبي، فتصدمني حقيقة واحدة
البحث عن بريق ضوء في نفق معتم..
وعندما يغمرني الخوف.. أسافر إليه في وعي الـ لا مكان.. ومنطق الـ زمان
وكلما تنكّبت صورتك أبراج سكوني، أبحث عن لغة جديدة أستنطق بها ألمي..
فأنزف عشقا غريباً لم أتعوّده
هل تراه منك جاء، وإليك يمضي..؟
يومها.. هربت مني مشاعري كلّها.. تكوَّرَت كصنمٍ من ثلج، رسمتُ على بياضه البارد.. أحزاني..
هل أخبركم عن تلك الرهبة التي اجتاحت قلبي، ومزّقت متاهات الصمت الراكدة في أعماقي.؟
لقد علّمتني الأيام أن الأحلام سراب، تشبهُ دياجير فراغ تترصّد مشهدي
فهل ألملم ما تبقى من الحلم المخنوق على عتبة صدرك.؟
أم أسكن عالمي المعتم ما حييت، وأسبح هبوطاً في فضائي الباهت.؟
يومها.. أيها الآتي على بساط الأسطورة ستتزاحم أسئلتي على ضجيج أرصفتك
وتحار العساكر الهاربة أيّ الأجوبة هي الأصدق.؟
هو انتظار صعب لفتح تراتيل البداية
تتعثر خطواتي بعشوائية مشاعري المنتفضة..
ألم بلا أمل، وعاشقة بلا قلب.. أبوح لسرّ نفسي والصمت حولي مطبق
فتلفّني حرائر السكون، تلجم لساني.. فأصمت.!
ألم أقل لك إنه قلبي البائس.؟! ضيّع قدرتي على صياغة أفكاري، فتناثرت شظايا على سطح الورقة البيضاء..
هي لغة لم تكتمل أبجديتها بعد..
مظلمة.. غريبة، تصافحني بمفردات ما طرقت سمعي يوماً..
وقلبي ضائع بين حروفها المبهمة، ينتفض كهياج بركان.. وفي صدري خفقات عالمٍ تائه..
لغةٌ لا تملك غير العزف على أوتار الشجن..
غائمة الملامح تدور بلا دليل..
كنتُ لا أعرف غير مفردات مبعثرة.. بعضها يحرق جوف الكبد، وبعضها يحترق على ضفاف الجرح..
مفردات لا تتغيّر.. فراق.. غياب.. لوعة.. ألم، وتفاصيل غربة تسكن زوايا دروبي..
الآن.. بدأ يسكنني طيفُ قرارٍ أجهل كنهه. لوّن صباحاتي بألوان مدهشة.. على قارعة كلّ لون جملة لا تتغير، تصبّ حلاها نشوةً في الميادين التي كانت نهباً للفراغ.
أحبكِ..
رباه.. ما أرقّ وقعها
تشدّ من قرار اشتياقي قراري بأنني لن أتخلى عنك.. ولن أبتعد أبداً ولو كان في ذلك موتي.. فليكن بين ذراعيك.
وسأترك المسافات وحدها تنسجُ من فتات الجرح منفى، ولن أترك نافذة لشبح ضياع يجدّ الخطى زاحفاً إليّ.. فلم يبق مني يا سيدي إلاك..
وحتى لا يطرّش الحزن صباحاتي المرسومة بريشتك..
ولا تتسرب كآبة على وجع مساءاتي.. ولا تبتئس أحلامي.
وكي لا تتحطّم أساوري حين تمارس صخبها ولا تجد من يهدهدها.!
وحتى لا يأخذني القلق إلى كهوف الاحتراق، وأستسلم لفورة الطوفان
سأبقى رغم غيابك الحارق، أقترف الانتظار.!
وسأبقى ضائعة في دوائرك ليأخذني الحلم الذي صنعته بيديّ إلى جزيرة الأمل. هناك.. سأطرب لآهات تزرع في حدائقي ترانيم نشوة
وأتعلّب في جوف اللحظات المتسرّبة إليك
ها هي يا سيدي تسبقني، وتستلقي على شاطئك الوردي
تشي لك عني.. وعني..
ولا أملك إلا متعة الانتظار..
الانتظار
ص.ح
1 /6/2004