أعلمُ أني سوف أموتُ
ليس يهم متى أو كيفَ
لكني أعلمُ …
أني سوف أنام وحيداً فوق العشبِ الرطبِ
و في ظِلِّ الصَّفصاف أُردّدُ آخرَ أسئلتي …
***
سوف أُراقب رغماً عني
آخرَ غيمه …
في قافلة الغيم الأبديّ
سوف أراقبُ كيف ستشربُ فينوسَ الحلُمَ
كيف تمدُّ يديها الباردتينِ
و تهمس قائلةً … هلمّ إليّ
سوف تراود روحي عن جسدي
سأحاول أن أتجاهل ضحكتها
و سأهتمّ بأن أحصي
آخر همهمةٍ للماء بقربي
و أرشف منها
آخر أغنيةٍ خضراءْ …
***
أعلم أن عيونكِ لن تتركني دون سؤالٍ
سأحاول جَهدي أن أتهرّب منها
سأحاول أن أتوارى بين العشبِ
أبحث عن وردٍ جوريٍّ أهديه لها
سأكتبُ حَرفينا فوق الرمل الرطب
و أهديكِ حكاية عشقٍ للّيلِ
كم يرهقني وجهك
توجعني عيناك بهذا الدمع
و هذا الهلع القادم من ذاكرة الأزلِ
سأهرب خلف الدُّفلى
و أحبس أنفاسي
و أُغمض عينيّ و أعتذرُ
***
سأُراقب ظِلَّ الشمس الأحمر
كيف سيتنصّلُ خَجَلاً
و أَرقب كيف أسامحهُ
لن أملكَ أن أسألَهُ :
هل ستعود قريباً ؟
أم سأعود إليكْ ؟
لن أنتظر جواباً
سوف أواجه وحدي صمت الأشكالِ
سيهرع نحوي ليلٌ قطبيٌّ
و بين يديهِ أرى رائحة الموت تفوح
سألتفت هنا و هناك
أركض في الأفق الدائرةِ
سيدخلني كالحُمّى
يهرع في أقبيتي المزحومة بالرؤيا
يطرق و السندان أنا
يلتف بأوردتي كالأفعى يسحقني
يزعق كالوطواط و يسحبني
نحو سراديب حنيني يصلبني
و يُمثِّل فيها و فيَّ …
كم سأحاول أن أبكي
أن أشرحَ ألمي
أن أهربَ مِني إليكِ
سألهو بالجنةِ في شفتيكِ قليلاً
تلك الحالة تحتل العالَمَ و الأفقَ
و شفاهي المزرقَّةَ
و حباتِ العرق القطبيةِ فوق جبيني
سَوفَ …… سأشربكِ حنيناً
سأقضم شفتيكِ كما اعتدتُ
سأمدّ يدي و أشيرُ
للعبق القادم من قبو الكرة الأرضية
لا تبكي
فالمطر القادم يوحي بدوار الغيمِ
سأغمض عينّي على عينيكِ
و أرحل عن جسدي
في رحلةِ الدُّوارِ الأخيرة
*****