أجلس كالعادةِ في مقهى الفوضى
فنجان القهوة تقليدٌ عفويٌّ
مُرٌّ كمرارة شفتايْ
حدّقتُ بهِ لأرى
دربَ التيه المحفور بوجهي
عينٌ يأكلها الأرق كعاشقْ
أنفٌ ذابلُ
شَفَةٌ ترجف و الأخرى ترقبها
وجهٌ يابسُ
أرشف أخيِلَةَ الوجهِ و أقرأُ
ذاكرة الفنجانْ
***
أبحث في الرسمِ السرياليّ
عن شعر امرأةٍ غجريٍّ مجنونْ
أبحث عن ضحكتها الموسيقى
عن فمها المرسوم كما العنقود
و ضفيرتها!
و خلايا الربِّ بكَفَّيْها
لست أرى شيئاً!!؟
قارئةَ الفنجانِ ، نزارَ أغيثوني !
فنجاني شعوذةٌ و تراتيلُ يهوذا
و كلابٌ تنهش جدران الفنجان
و تنبحُ …
أصواتٌ أسمعها تصرخ من تحتِ ثنايا الأرضِ
بأرضِ الفنجانِ و تبصُقُ في وجهي ، ترفض أوراقي
تنـزع عني ورق التوتِ
تُعيد إلَيَّ ملامحَ عُريي
***
ألهثُ ، أهربُ من ذاكرتي
يرغي الفنجان و يزفر أرواحاً
هذا ،،،،،،
أبكي
هذا رأسٌ كان يُغنّي للشفقِ
يُغني للعصفور التائهِ في الأرضِ
قطعوهُ ، حين أراح الزمن قوافلَهُ
بلا جسدٍ ظَلَّ يُغنّي ……!
هذي كَفٌّ حين انغرستْ في كَتِفِ الأرضِ
و حاروا كيف يُزيلون الأرضَ
و قد نبتتْ منها
قصُّوا كُلَّ أصابعها
صارت حجراً
ينـزف آياتٍ من سُوَرِ الوطنِ
***
هذي أُمٌّ تجري
و الصمت البارد يخطف طفلتها
هذي سنبلةٌ
جرحتْ عينيَّ بِأَنّتِها
و هذي ،،،،،
هذي أُنشودةُ قومٍ خسرتْ كُلُّ قوافيها
في عبث القومِ و فوضى الأحلام …
هذا رسمٌ كان حقيقة
لبلادٍ كانت تحضن كلَّ المطرِ
و صارتْ أصغرَ من دمعة
تقبع في قاع الفنجانْ
***
أرخيتُ حبال الذكرى
نعستُ قليلاً
كِدتُ أقولُ غفوتُ
أو أخذتني الغفوةُ
إلى حُلُمٍ أبعدَ من عُمْرِ الخيبةِ
لكن حجار النردِ أفاقت في أُذُنيّ
كانت تصفعني أوراق اللعبِ
و زجاجات الكولا ترمقني في نشوى
تتغنج ، تسخر من فنجاني
حدّقتُ بهِ
حدّقت برسم الذاكرة السرياليِّ
و مسحتُ بإبهامي الفاجعةَ
تاريخي صار على رأس الإبهامْ …!
قلتُ أُجرّبُ ألعقُهُ
فكانَ ،،،،،،،
مُرّاً كمرارةِ شفتيّ …………!!