كنت اسيرُ
خلف الليل
أسيرُ
يغني ...
أغني بين يديه
يُحضِر فرشاة الألوان
يلونه بالأحمر
شيئا شيئا يصبح وردة
أقلبها في عينيّ
تتنفس
تتنهد
كالوردة كل الوردة فيها
حمراءٌ كالجوريّ
قطرات الفجر الأزلية في شفتيها تمنحك الفجر البلوريّ
بعض البوح تناثر كالطل لديها
يتسرب مطر الكلمات
ينفثها اسراراً رقمية
تحضنها يديّ
*******
تسكن شاشاتٍ بيضاءَ
الخلفية حورية
الكلمات القزحية
تمد يديها حبلاً مشدوداً
أسير عليه و يتكيء عليَّ
آلاف الأسلاك المجدولة في رأسي
تضحك مني
آلاف الأجساد المتقاطعة على بوح الصدفة
تضحك منك
- تسمعني ؟؟
- لم أسمع شيئاً
قرقعةٌ ، خرخشةٌ
- الآنَ ؟
- ماذا ؟
- أبدو مشحوناً بالأصواتِ ؟
تحت شعاع القمر البلوريّ
تضحك ، تسمعك
- لا بأس عليك
تضحك ، تكتمها الكف العارية
ذاك البوح
كتلك القبل الراقدة
فوق شفاه رسولكَ
ينوء بحمل رسالتك المشحونة بالفوضى
و القمر الأحمق يدعو فينوس لحفل عشاء
شاعرك محنط يا قمري
لا تغضب
سقف الأرقام اسخريوطك يا قمرُ
عد لمنابتك المخسوفة
لا تفهمها لغةَ الأرقامِ
و لا تفهمكَ
ذاك يذوب قتيلاً بالورد الرقميّ
يتشمم عطر الأنثى في زاوية الشاشة
ذاك يناقش خلف الأسلاك مساحة شفتيها
و أنت هنا
وحدك في هذا الليل البلوريّ
تحمل أقلامك
و تهندس ضحكة !!!