(( رتــابة))
شارف على الستين وهو يعيش حياته بكل هدوء .. اعتاد ان يذهب الى دائرته صباحا.. ويعود الى بيته بعد الظهر .. ويجلس مع عائلته على مائدة العشاء .. ثم ينام ليتكرر المشهد 35 سنة .. اما الان ، فهو يذهب الى المقهى صباحا ثم يعود الى بيته بعد الظهر .. ثم يجلس مع عائلته على مائدة العشاء لتدور الدائرة نفسها ولكنها الان اكثر رتابة ..
(( امتحان))
أحبها حبا جماً .. وتزوج من فتاة اخرى ليمتحن مدى حبها له ..
(( انتظـار))
لا جدوى من الانتظار وهو يقف منذ ساعة في مرآب الحافلات .. فالعجوز التي يراها كل يوم – وقد مد كفه لمساعدتها بالامس – لم تجئ ، لا زال ينتظر والغصة في حلقه وهو لا يعلم انها فارقت الحياة منذ منتصف الليلة الماضية ..
(( تشـــــــــرد))
أحس بنشوة لذيذة والساعة جاوزت الواحدة بعد منتصف الليل .. وهو منهمك بالقراءة في ذلك الركن المنعزل من المقهى .. أطل عليه النادل يشعره بأن المقهى سيغلق ابوابه.. تلك اللحظة فقط ، أحس بمعنى التشرد ..
(( انكسار ))
الانفة بادية على ملامح وجهها والكبرياء سمة لمشيتها فهي تمشي كقائد جوقة عسكرية .. الامطار بدأت بالهطول بغزارة على ذلك الشارع الاسمنتي حاولت الاسراع في مشيتها .. سقطت شعرت بالانكسار .
(( حيرة ))
اتي اليوم الذي ترك وراءه ، ذكرى ولده المريض والذي المه وجوده عشر سنوات ، جاءه احد جيرانه في مجلس العزاء ليذكره بحقيقة مرة طالما اغمض عينه عنها قائلا له:
اعزيك مهنئا ..
(( جنون ))
مجنون كلمة تلسعه كالسياط ، وقف على الجسر يتأمل الماء ، فوجده ساكناً والجسر يتحرك .. أدرك انه العاقل الوحيد وكلهم مجانين ..
(( مبدئية))
يعيش حياته عابثا لا يأبه لاحد . . يسخر في موضع الجد ويكون جديا حين يسخر امامه زملاؤه بدأ يقطع الجسر ماشيا مع احدهم . . الذي داعبه بالقول :
بما انك تؤمن بالعبثية لماذا لا تلقي بنفسك في النهر
فما كان منه الا ان قفز حاول زميله ادراكه الا ان الامواج طوحت به بعيدا … تاركة ذكرى رجلين كانا على الجسر .
(( رهـــــان))
المراهنة هي الحقيقة الوحيدة التي يعيشها .. في ذلك الجو الممطر حضر مباراة لكرة القدم .. بدأ شوطها الاول .. كان الرهان على اول لاعب يدخل الملعب .. خسر الرهان بما يحمله من نقود .. عاود الكرة حينما بدأ الشوط الثاني ، فلم يبق لديه الا مظلته المطرية .. وما ان خسرها ، ادرك انه لم يعش حقيقة الرهان الا في تلك اللحظة ..
(( مفارقة))
الليل طويل ، وهو يحاول اجترار الوقت بقراءة كتاب وقع تحت يده .. غامره شعور غامض وهو في الجزء الاخير من الكتاب ، ان يصبح كاتبا مرموقا .. حاول ان يستكمل خيوط فكرته ليبدأ مشروعه الروائي المرتقب الذي انجزه في ثلاث ليال .. توجه الى اقرب ناشر في المدينة .. وضع مسودة الرواية على مكتبه .. وما ان بدأ بقرائتها حتى وجد انه نفس الكتاب الذي طبعه منذ ايام لنفس الكاتب الجالس امامه .. حينها فقط ادرك الناشر لماذا لم يبع الا بضعة عشر نسخة من رواية لكاتب .. يبدو انه مصاب بفصام الشخصية ..
View omar's Full Portfolio