bgsound src=" http://members.aol.com/ERamin/Music/forrest.mid" loop="-1">
كان منهمكا في القراءة في ذلك الركن المنعزل من المقهى وهو يحاول اجترار الوقت . فهو يقرأ سطرا من هنا وسطرين من هناك استوقفه خبر عن مسابقة تعلن عنها الصحيفة انها مسابقة ثقافية طالما حلم بها وتمنى ان يكون له فرصة الفوز بها .
لملم أوراقه المتناثرة على المنضدة وأمسك القلم وحاول الكتابة على ورقة نصف بيضاء ، كانت القصيدة تستعجم الفاظها امام افكاره . حاول التركيز فلم يستطع وهكذا الحال في بداية أي امر تكمن صعوبته فطريق الالف ميل يبدأ بخطوة .
كتب ( اني احبك ...) ثم توقف عن الكتابة انها ليست البداية المرجوة قام بشطب ما كتب .. ثم حاول مرة ثانية ولكن الكلمات لم تطاوعه . ادرك انه لا يستطيع الكتابة ما دام ضجيج المقهى يتعالى بجانبه .
استذكر بعض قصائده التي تناثرت في هذه الصحيفة او تلك وحتى تلك التي لم تر النور منذ ان كتبها فأدرك ان احداها قد تكون امله المنشود .
قام بجمع اوراقه في حافظته الجلدية وغادر المقهى مسرعا ، حاول ان يدرك تلك الحافلة التي توقفت للحظات وبعد خطوات سريعة استطاع اللحاق بها ، وما ان وصل الى البيت سارع الى غرفته الصغيرة فدفع ذلك الباب الخشبي بكلتا يديه .. احضر جميع اوراقه التي كان يحتفظ بها في دولاب صغير ، وضعها على منضدة خشبية كانت في وسط الغرفة . فاخذ يقلبها ثم ينثرها كيفما شاءت يده وبعد برهة وجد القصيدة التي رام المشاركة بها . انها مكتوبة بخط رديء على ورقة ذهب شطر منها اخذ ورقة بيضاء وبدأ يعيد كتابتها وهو يأخذ نفسا عميقا يحاول ترتيب ما ضاع من ابياتها مستذكرا رأي استاذه فيها وثناء زملائه عليها فهو جدير بأن تكون قصيدته ألاولى انها تمثل اعمق تجربة عاشها خلال ايامه المنصرمة ..
وضعها في مظروف بعد ان عنونها وارسلها في صباح اليوم التالي .
احس بثقل الوقت وهو يتابع بتوجس نتيجة المسابقة التي عرف انها ستعلن قريبا .
وبعد خروجه من دوامه المعتاد في ذلك اليوم الذي اعلنت فيه نتائج المسابقة ذهب كعادته الى المقهى الذي يرتاده الكثير من باعة الصحف . قدم له النادل فنجان قهوته المعتاد . وبينما هو يراقب خطوات السابلة الوافدين الى المقهى واذا باحد الاطفال يدخل الى المقهى وفي يده اعداد متنوعة من الصحف اليومية ابتاع صحيفته التي طالما انتظرها طويلا . بدا وكأن جسمه يرتعش ان يديه لا تقويان على فتحها احس ان قلبه سيطير من بين اضلاعه وادرك انه لابد يعرف ما الت اليه المسابقة .
حاول تقليب الصفحات بلهفة يشوبها التوجس واذا بالقصيدة الفائزة بالجائزة الاولى انها ليست قصيدته .. ربما الجائزة الثانية .. لا .. لا .. قد تكون الثالثة .. انها ليست هي ، حاول ان يفتش عن اسمه وعنوان قصيدته في جميع زوايا الصفحة ، ولكن دون جدوى .
احس ببرود يسري في جسده حاول ان يسترخي واخذ نفسا عميقا ثم بدأ يحاور نفسه .. ربما لم تصل .. ربما لساعي البريد او للصدفة دور في ذلك ربما لم تتذوق لجنة التحكيم قصيدته وما تحمله من معاناة .
فكر مليا وقبل ان يغادر المقهى ادرك في تلك اللحظة انه قد نسي كتابة اسمه على قصيدته عندما بعثها
|