وتدور أُسطوانة لحْنِنَا
عزفاً يصرعُ وحدتي الكئيبة
أُغلِقُ النَّوافِذ
وأسُدُّ أذني
وأصرخ بصمت يصرع أُذن الليل
لا أريـــــــــد!!
.....
تتملَّكُه الدّهشةُ..
ليلِي..
بمن تصرُخين؟؟
تصافحتُ وعصا الألم السِّحرية
وخطَطْتُ له جوابي
لَحْنَاً يُعانِقُ جيدَ السَّهَر
!!!
1
كغباءِ طفلٍ صغير
واقفٍ أمام نهر
يتأمل مندهِشا
كيف يمُرُّ مُعاندا..
من بين أصابعه!
فاغراً فاه ،
عيناه تُرفرِفان كجناحي فراشة بلهاء
فرِحةً بنارٍ تحرِق حُرِّيَّتها
إذ يحترقُ منها الجناح
هنا
وفقتُ أنا..
2
قشعريرةُ خوفِ الضَّياع
سَرَتْ بضُلوعي
فارتجف لها الفؤاد مني
وكذا الجسد
مُسمَّرةً بقِيتِ الرُّوح
لا أدري هي خاصَّتي
أم شبحُ طيفٍ أناجيه كلَّ مساء
3
أكرهُ صوت المذياع
وصوت نسيم الليل
حتى صوت النهر المختال جمالا
في عُمق ربيع غافي
أكرهُ سمعي إذا يصرَعُني منه الصمت
4
وظننت بأني هاربةً منه
هاربةً من همس نحيب الحب
الوقت الليل
لم يأت الوقت ليصدح صوتُك
يا فيروز
حان الخوفُ الآن
والظُّلمُ
يا شبحَ الليل
5
غلَّقتُ الكونَ بأجفاني
وظننت بأني لن أرَهُ
فوجدتُّ بأني أُسْكِنُهُ
جوفَ الجَفنِ
ونِنَّ العَين!
سدَدْتُ السَّمع
ظننتُ بأني أجهلُ صوته
كان النَّبضُ ينادي باسمِه!
حطَّمتُ صُوره العالقة بِسقفِ الكون
والأصل هو،،
مسكنُهُ حُجرَ القلبِ الأربع!
6
دفعَ البُعدَ ثمن مَقامِه
وتمددَّ شجَناً في جوفي
في عُمقِ الوَلهِ
وعُمقِ كياني..
وأنا أبحثُ عن اسمِ عذابي
في قاموسِ الحُبِّ
فوجدتُ حياتي!
7
وتدُقُّ الساعة
مُنتصفُ الليل ولم يرحل
وصدى اللحن يهُزُّ الأعماق
حنينا
وتمنيتُ بأن نَرقُص
قلبي والآهات
8
عادَ إلي
نزيل القلب
مُغلِقةٌ أبوابُ الكونِ علي
كنتُ
وصداك يناديني
فلنرقُص
وأنا أتعذَّر
أملي مُقعد
لا يمكنه الرَّقص اليوم!
9
يرحلُ عنِّي
أتوجَّع
يرجِع
فألوح بوجهي عنه
وأصرُخ: لم أطُب أن ترجِع
فيقول: لكني أسمع!!
أبكي برداً ودموعي مطرُ سماء
غشَّاها في الليل حنيني
..
فبكت أَلَمِي
10
خرَج يُبلِّلُهُ الدّمع
وبعض القطر
نافِذتي ملآنة بالظُّلمةِ
وبضوء الشَّمع
يمسحُ بِذُهولٍ نافِذتي
يرسُم شخصا يرقُصُ مع زهرته
ويغيب
والليل يُسافر
وأنا بالرُّوح أُغامر
ويموتُ البطلُ على الشُّباك
يتحوَّلُ دمعاً مُتكثَّف
أجري
أجمعُه في حوضٍ
أزرع فيه وُرودا وسنابل
ثم أنادي
هيَّا نرقُص...
فيضيعُ هُتافِي
ويموتُ الورد!
ويبقى في قلبي نزيلاً
ولهُ كلَّ الوُد!!!
***
ن ب ر ا س