بعد غد يأتي العيد..
واقفة أنا في مكتب البريد، أقرأ الأسماء الواردة إلى صندوقي..
كل الأسماء مرت، إلا الاسم الذي انتظرته أبدا..
كل الأبناء يلجون إلى المكتب مودعين كروت معايدة لأمهاتهم.. وأنا الأم التي ترقب كلمة من ابنها..
تمنيت لو أن رسالة قدمت لبريدي من أي طفل، وإن كانت كذبة، إلا أنها أرحم من ألمي الممتد عبر سنوات وسنوات..
كنت أبحث عن اسم لن يأت أبدا.. ولكنني كنت انتظر..
ربما يكذب الزمان مرة كذبة جميلة يمكنني أن أصدقها دون أن تؤلمني.. ربما يجود علي الزمن ببسمة صادقة غير تلك الابتسامات الصفراء التي اعتدت عليها، ابتسامة أزين بها شفتي المرتجفتين من الألم!!
ربما صعب أن يحقق لنا العمر شيئا جميلا، ولكننا نحقق ما نريد بأحلامنا..
أغمضت عيني ومددت يدي إلى صندوقي، تراءت لي كلمات عذبة مسطرة على أوراق العمر الضائع.. كلمة هي الحب، وكلمة هي الأمل.. وأخرى هي الأم..
ابتسمت رغم الألم، وأنا اسمع بأذني دقات قلبي تعزف لي لحنا تعودت عليه.. دوما تمنيت أن يعزف فؤادي لحنا أرق من هذا اللحن.. لقد كان ثقيلا علي.. لكنه سكن أعماقي...
كل الأغاني استحالت لحنا واحدا ومعنا واحدا ورسما واحدا.. هو الحسام!!
ن
2002