مات النـــهار، وهذا الليل قاتِــلُه
ضوء النجوم ورقص النُّور يرعاهُ
ليلٌ كــسا الدُّنيــا جراحـــا بظُلمتِهِ
بالسُّهد يرقُبُـها.. والبــدرُ عينـــــاهُ
غفَتِ الجفُون، وظلَّ الأيكُ يحرُسُها
حتَّى الزُّهــور، وحتَّى السَّعــدُ والآهُ
أيا النَّسيــم.. دنا الروض يهمِسُُــها
"داعِب غُصوني"،فلبَّى وخفَّ ممشاهُ
غفى الكـون، وحُُلمي للوصال هفا
أوَما سمعـــتَ بِعُمق الليــل نجواه!؟
هذا السكـــونُ ورجعُ الآهِ يُثقِلُـهُ
أم أُثقِلَ السّــَمعُ أم مــاتُراهُ دهــــاهُ؟
ماذا أقول، وحرُّ الوجــدِ يسكُنُني
إنِّي وليل السُّــهدِ إحــدى حـــكاياه
ضِلعُ الحبيب بوُسـعِ الكون مُرتهِنٌ
ضاق الفضاءُ، فكيف العيـشُ لولاهُ؟
أوَ أُرهِفُ السَّمع، أُصغي لِما يشـدو
أم أُسبِلُ الجفنَ كي تصحـو بيَ الآهُ
يا قسوةَ البُعدِ ها قد نزفتُ هـــوىً
سُهدُ الليالي وصوتُ الآه أهـــواهُ
عزَّ الزَّمانُ، ورغم البينِ موعِدُنـــا
عِيــدُ العِناقِ، زمانُ الحــــلم روَّاهُ
دعتني المروجُ وطيفُ الحبِّ مُـــرتسِمٌ
وهل للسَّجيــن أن يُلبِّـي قطُّ دعواهُ
حملتُ أحلامي على كتِفي مُمـــزَّقة
وفي القلبِ ســـرٌّ لا أدري خــفاياهُ
أنيسي الأملُ المزروع في كنَفِـــي
إنِّي وإن صُفَّــت القُضبــانُ ألقـــاهُ
أيا صبرا قسَت على النَّفس وطأتُهُ
غـــدا وجمرُ اللحظ إحدى سجــاياهُ
هــذي خدود الزهر بالدمع مُشبَعةٌ
وقطر النَّـــدى وهمٌ كم بــتُّ أسقاهُ
وكم من الأسى كأساً قد سُقيتُ بها
تعبَ الوريد، وظلَّ الصَّبرُ يخشــــاه
ليلي فِطامٌ، والمهدُ آلمَــهُ البُــكا
فالسَّعدُ مُنتظِرٌ والوصلُ مســــراهُ
ودَّعتُ فرحي ووخـزُ البُعدِ عانَقَني
يومُ الرَّحيقِ عيونٌ، والدَّمعُ أعماهُ
***
ن ب ر ا س