Author Information
لأننا أقوى من كل الظروف
Folder:
مقالات لأننا أقوى من كل الظروف
نوزت شمدين
تعامل الاتحاد العربي لكرة القدم بخفة مدربة مع أدواته للحيلولة دون تواجد عراقي في النسخة الثانية من بطولة دوري أبطال العرب . فبرغم انه كان قد اخطر الاتحاد العراقي ولأكثر من مرة بأنه سيعتمد ترشيح ناديين عراقيين بالإضافة إلى نادي الطلبة المدعو بشكل خاص من قبل الشركة الراعية ، لكن يبدو أن الظهور الاحتفالي لمنتخباتنا وأنديتنا على مسرح الإنجاز العربي والدولي قد استفز البعض من الأشقاء المتنفذين في الاتحاد العربي مما حدا بالأخير وقبل إجراء القرعة بزمن قصير إلى اعتماد مشاركة فريق الطلبة فقط ..! متذرعا بعدم وجود دوري محلي في العراق وفقر الأندية المرشحة ( النجف واربيل ) من الناحية الجماهيرية ..؟؟! . وهذا يتنافى مع الحقيقة لأن الجمهور الرياضي في العراق واعي بما فيه الكفاية ليدرك أن الأمر يتعلق بالتمثيل الوطني وليس بالنادي بحد ذاته وكان على الأشقاء أن يتفهموا أن ترشيح هذين الفريقين لم يأتي اعتباطا وإنما هو في حدوده الدنيا تعبير عن لحمة وتماسك الشعب العراقي بكل فئاته . وعن توقف الدوري العراقي وتأثيره على المستوى الفني لأنديته ، فلا شك أن وصول الزوراء والطلبة إلى المباراة النهائية في بطولة دمشق الدولية التي شاركت بها فرق من سورية والأردن والإمارات والكويت ، هو أكبر دليل على أن فرقنا جاهزة للدخول في المستحقات الخارجية .
وفي الوقت الذي نبارك فيه القرار الشجاع الذي اتخذه اتحاد الكرة ونادي الأنيق بالانسحاب من البطولة من أجل المحافظة على كرامة ووحدة البيت الكروي العراقي لابد من الإشارة إلى الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الوقوف بوجه المشاركة العراقية في محفل مهم كهذا ، أولها غياب التمثيل العراقي في إدارة الاتحاد العربي لكرة القدم وبالتالي فقداننا لفرصة المشاركة في صياغة القرارات وتنفيذها . والسبب الآخر يتعلق بالجهة الراعية فمن المؤكد أن دفع الاتحاد العراقي باتجاه الانسحاب من البطولة يأتي كنوع من العقوبة ، فكلنا شاهدنا كيف أقصي فريقها الوطني أمام منتخبنا في نهائيات آسيا في الصين وكان اولمبيونا من قبل قد أوقفوا طموحهم في الطريق إلى أثينا وكذلك فعلها ناشئتنا عندما ارتقوا إلى النهائيات الآسيوية على حسابهم وأكبر دليل على هذا انسحابهم اللافت من المشاركة في الدورة العربية القادمة في الجزائر لوقوع منتخبهم في نفس مجموعتنا وسعادتهم البالغة لوجودنا في مجموعة أخرى في بطولة الخليج السابعة عشرة ..؟! .
نأمل من رئيس الاتحاد السيد حسين سعيد بالتحرك الفاعل نحو الحصول على التعويض المناسب لناديي النجف وأربيل جراء الأعباء المالية التي تكبداها وهما يستعدان للمشاركة في هذه البطولة من استقدام اللاعبين والمدربين و إقامة المعسكرات ، والعمل على تأمين مشاركة خارجية قريبة لهما تثبت للآخرين أن شبابنا بمستوى المسؤولية وأن إرادة الإنسان العراقي أقوى من كل الظروف
