( الحبل الحضاري )
نوزت شمدين
لامني الكثير من الأصدقاء والزملاء على أسلوبي غير المتحضر في الرد على أصحاب الآقلام المأجورة ونشر غسيلهم على الحبل الحضاري ..؟ ، وتمادى البعض لدرجة أن شاح بوجهه عني وراح يمشي في طريق النميمة مفخخا سمعتي بمتفجرات أكاذيبه ..!! .
فعندما قلت ل ( روبرت كيلوري ) أن الأرهاب بدأ بعد إعلان الحرب عليه ، شخص أحد الأطباء الملحدين حالتي على أنها زيادة كبيرة في الهرمونات المسؤولة عن قلة الأدب ..؟! .
وعندما صرحت بأن مكيدةً ما تحيق بأدبائنا وكتابنا وأنهم قد تحولوا الى أقنعة ترتديها المصالح ، كشرت المقاهي عن أنيابها وسقط أسمي سهواً عن قائمة الرواتب ..؟؟! .
وعندما إرتفع إصبعي الجريح مشيراً الى ظاهرة الرشوة ( الدولارية والدينارية ) المتفشية في البعض من دوائرنا مثل وباء ملعون ، إختفت فجأة المئات من الأضابير وأنتقلت الأوليات الى رحمة الحواسم ..؟؟!! .
وحين قررت إستعمال حقي في الديموقراطية وطلبت من دوائر البلدية تشكيل قوة متعددة المهمات تغطي عورة الشوارع وتجري عمليات قسطرة مستعجلة للمجاري بدلاً من إحتلال سواقي الأرصفة والجزرات الوسطية بجيوش عمالها ، أصدرت مديرية البلديات بيانا شجبت فيه تطلعاتي التنظيفية وأتهمتني بالتشجيع على البطالة وحشر أنفي في أكوام زبالة لا قط لي فيها ولا فأرة ..!! .
وأخيرا وأنا في طريق عودتي من العاصمة إستوقفتني دورية عسكرية أمرتني بالترجل فاتحاً ذراعي مثل فزاعة طيور ، وبعد عملية تفتيش تشبه الى حد ما ( مساج ) حمامات ما بعد منتصف الليل ، إقترب مني وجه متشكك طالباً بلهجة أهل الداربطاقة الهوية ، أخرجتها من جيبي بسرعة نشال وناولتها إياه هامسا بصوت عسكري :
- أنا متسرح ..!! .
وبعد أن تمعن للحظات بأرقام هويتي المدنية التفت الرجل الى جندي ارتفع خلفه مثل جدار مرتديا ثياباً فضائية مدرعة قائلا له مترجما شكوكه :
- إنه ليس عراقي ..!!!؟؟