رعد حمودي والحصة التموينية
نوزت شمدين
وأخيرا انتهت معارك انتخابات الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم وعاد حسين سعيد بهدوء المنتصر يزاول مهام قيادة الكرة العراقية التي تدخل منذ الآن في استحقاقات استعادة البريق القديم ..! .
وقد يعتقد البعض أن تغيرات كثيرة طرأت بمجرد الانتهاء من حصر الخربشات الطبشورية التي حصل عليها كل مرشح وأن قصة الانشقاق في البيت الاتحادي قد انتهت مع فتح صناديق الاقتراع لتقوم بعدها جرافات الديمقراطية برفع أنقاض حرب الكراسي ، وتبدأ شافطات الحرية بكري ترسبات انسحاب ممثلي الأندية الجماهيرية بعد أن وجدت في هذه الانتخابات ( طبخة ) وضعت اللجنة الأولمبية مقاديرها بأشراف دولي ؟؟!. لكن الواقع يثبت أن الشيء الوحيد الذي تحقق بعد هذه الانتخابات هو رفع كلمة ( مؤقت ) عند الإشارة إلى اسم الاتحاد ليصبح أول شيء دائمي في حياتنا المؤقتة ؟؟! .
ندرك جيدا ومعنا الشارع الرياضي أن بعضاً من الأسماء التي أصبحت دائمة الآن في الاتحاد لا تستحق أن تدرج في قائمة الحكومة الكروية الجديدة لأنها بلا تأريخ أو حتى ثقافة رياضية وجاءت ليس حبا بالمدورة ( مورفين ) الشعب ، و إنما لحصد اكبر عدد من السفرات والايفادات والامتيازات الأخرى ، متخذين أماكن هي في الأساس لأناس عصروا أعمارهم في الملاعب خدمة لوطنهم الذي لم يتخلوا عنه أبدا . وهم اكثر بكثير من وسع هذا المقال في حصرهم ولا بأس إذا ما أشرنا إلى بيليه العرب ( فلاح حسن ) ، والثعلب ( حارس محمد ) ، وصخرة الدفاع العراقي ( عدنان درجال ) ، والحارس الامين ( رعد حمودي ) هؤلاء ومعهم حشد من نجوم عصر كرتنا الذهبي اكثر استحقاقا في قيادة الاتحاد العراقي لكرة القدم ، وكان على حسين سعيد بدلا من تجاهلهم أن يمد لهم يده وان يجمعهم حوله للاستفادة من خبراته فهم من كانوا يمدونه بكرات التفوق ذات يوم ؟؟!! .
وأخيرا لابد لنا من كلمة أمام الموقف الغريب على السيد ناجح حمود النائب الأول لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ، فلقد نهر رعد حمودي بطريقة غريبة وقال له ( أنت لم تأكل من طحين الحصة لذا ليس من حقك أن تتحدث ) ..؟؟!! . ومع تفهمنا لما أراد مدربنا القدير حمود أن يوصله للآخرين ، لكن بالتأكيد ذلك لا ينطبق على رمز رياضي كرعد حمودي فهذا الرجل وقف شامخاً ولأكثر من عقد مدافعاً عن الخشبات العراقية ومحققا مع زملائه الأفذاذ مجد كرتنا وهو يستحق وبكل جدارة أن نبني له تمثالاً يخلده في الذاكرة ، و أما خروجه من العراق وخسارته لمتعة استلام الوجبة التموينية بداية كل شهر ..! فالجميع يعرف الأسباب التي دفعته لذلك ، وإذا ما كان ( طحين وصابون وشاي الوجبة ) مقاييس للمواطنة في المجال الرياضي ، فاعتقد أن من الأولى أن يعمم ذلك ليشمل كافة القطاعات الأخرى