نصر بابلي في الملعب الإغريقي
نوزت شمدين
لن أجرؤ على القول بان منتخبنا الأولمبي سوف يخطف اللقب الذهبي في أثينا، لأنني سبق وأن فعلت ذلك في بطولة آسيا الأخيرة وكانت النتيجة أن جعلني الصينيون الخبثاء علكة بأفواه الزملاء والأصدقاء..؟! .
لكنني أستطيع القول وبثقة أن كرتنا التي فرت من بين أقدام الاحتلال وأذهلت العالم بسحر أدائها سوف تعيش حقبة ذهبية لم يسبق لها أبداً الدخول فيها من قبل. فلو قلبنا ملفات الإنجاز الكروي العراقي على الصعيد الدولي لن نجد سوى حضورا يتيما في كأس العالم عام 1986 والتي عدنا منها محتفلين بما يليق بمنتصر بالرغم من أننا تلقينا ثلاثة هزائم متتالية..! ، وفضحنا الدنيا بالهدف الوحيد لنا في تلك البطولة والذي سجله احمد راضي في مرمى البلجيكي المسكين ( جومري بفاف ) ..!!؟ . أما على الصعيد الأولمبي فكانت لنا هبة واحدة في دورة موسكو عام 1980 عندما صعدنا وبشق الأنفس إلى الدور الثاني ثم عدنا للمراوحة في الدور الأول بمشاركتي لونس أنجلس وسيؤول ! .
اليوم وبغض النظر عما ستفسر عنه نتيجتنا في دور الثمانية ، أعتقد أن رجال الأولمبي فعلوا كل شيء مأمول منهم وفتحوا باب المجد الجديد على مصراعيه ، فلقد قلصوا الفجوة الخرافية التي كانت تفصل بين الفرق العربية ونظيراتها في بقية العالم وحطموا كل التوقعات بفوزهم الساحق على البرتغال المدجج بالنجوم المحترفين . ثم تسلقوا كوستاريكا ليعتلوا المجموعة بفوزين نقلاه للدور التالي بصرف النظر عن نتيجة مباراته الأخيرة مع المغرب ! . وبالإضافة إلى ذلك فأن أداء لاعبينا الرائع وروحهم القتالية الفريدة أسعدت شعبنا الجريح ورسمت على ثغور أبنائه ابتسامة أمل لطالما حاول البعض الوقوف في طريقها أو محوها مستعينين بالغدر وقلة الضمير. ثم لابد من الإشارة إلى أن ما يحققه أبطالنا في أثينا الآن هو إنجاز عراقي خالص ليس من حق أحد، أياً كان، أن يدعي بأنه كان ورائه، فالفضل الأوحد هو لله ثم لأبنائنا الذين تصببوا عرقا وسالت دمائهم في الملاعب الإغريقية من اجل اسم وطنهم الذي انتفض تأريخه من تحت ركام الحرب وجاب مكان الافتتاح ملوحا على الطريقة البابلية والآشورية، فوقف العالم بأسره ليحيي أبناء الرافدين. بينما شاهدنا كيف دخلت بعض الوفود المعلبة ولم نسمع سوى ضجيج أعضاء وفودها..! .