حاش لله أن أكون باخساً قدر قلب في الدجى حيران
قولي ما شئت يا أخت فعندي لكِ صاغية الآذان
حب الخير فطرة فطر الله عليها كل إنسان
لا ثمن لها لديَ فثمنه عند الخالق الديان
و عشق الله في ذاته نبتةٌ بالقلب زرعها المنان
حتى في قلب السباع محبة لأشبالها من رحمة الرحمن
فلو غلفت القلوب لقسوة فيها صارت كحجر صوان
أما المؤلفة قلوبهم فهم في رعاية خالق الإنسان
العقل هبة من الله و تكليف متصل
من يًعمِل عقله بالرب يتصل
بقرآن و وحي على نبينا نزل
للضعفاء و الأقوياء وجاءٌ من زلل
الإيمان في القلب قبل العقل و عمل
خير و للشر شيطان يضلل البشر
فلم نلوم زماننا و العيب فينا منتشر
من قًبل القهر منا على ما فاته ندم
و من ندم لا ينفعه سوى عَود لرب مقتدر
فبرحمة الله يقوى العزم و تنشط همم
فلا تهمد عزيمة و لا تفسد ذمم
و تقوي النفس و يضيء الوجه بنور عطر
القلب يقلبه الله كيفما شاء
و العقل الحر مشكلة كأداء
بحر اختياره يزكي القلب أو ينثره هباء
إما يحافظ على عزته بدون مراء
أو يجعل الإنسان و الحيوان سواء
قطعان تسير إلى هلاكها بلا اختيار
أما الحر بحبل معتصم بعزة و إباء
لا زمان يتحكم فيه و لا يزل و لا يساق
الزمن مخلوق مثلنا
قلوبنا تؤمن بقضاء الله و أننا إلى عدم
لا غربة تأثر فيها و لا قسوة الكلمة
و أهل الكهف عندما فروا بحثوا عن مدد
من لله منقذ كل من عليه اعتمد
و طلب رحمته ليوافيه الأجل و نفسه مرضية
و الصالحات باقيات لا سراب و لا وهم
لا ضاع منه طريق و لا زل منه القدم
خطوب الدنيا لا عن الصراط تحيده و لا تترك شجن
فعصف الرياح تثني الغصن و لا تكسر عودا متن
حتى لو من حال إلى حال غيرنا الزمن
تظل الأخلاق فينا إسلاما و إيمانا و حبا للوطن
و تسمو المبادئ و بالعزم نتحدى المحن
نسكت أحيانا و في صمتنا إباء لا حيد عن هدف
فالفارس بصبر ينتظر و صبره إيمان و عمل
إن الحق لا يضيع حتى لو أدركنا الأجل
و العين ساهرة في سبيل الله لندرك شهدائنا الأول
صدقوا ما عاهدوا الله عليه فعاشوا و مات الكذب
يا أختاه
لن يكون الزمان زمانهم
و لن نعيش دنيانا بشروطهم
أخلاق الخصيم لا تهمنا ففي قرآننا جنة لنا و جحيم لهم
و بعد الجزر مدُ ... سُنة الله في أرضه غصبا عنهم
و لا يقدرون على مهر الأصالة لأنها ليست من عرفهم
أبو حميد المصري 06/05/2004