طفل صغير يبكى
يبحث عن أمه بين الوجوه الكثيرة التى تحيط به
لم يجدها
يبحث بين القلوب المحيطة عن الأمان
يبحث عن الدفء
لم يجده
كل من حوله يلهو فى حياته
لم يجد غير القسوة فى القلوب
لم يجد غير التبلد فى الوجوه
لم يجد غير الصمم فى العقول
لم يجد غير قوقعة صلبة فى اعماق البحر
دخل فيها، وقرر ألا يرى أحدا ما بداخله
عاش بالقشرة الصلبة التى تغلفه
لم يدر أحد بما يجيش بقلبه
لم يدر أحدا يوما أن قلبه يمتلئ بالحزن
لم يرى أحدا دموع قلبه التى حفرت فيه مجرى لأنهار عميقة
حفرت شلالات من الدموع الحبيسة فى قلبه
لم يستطع يوما أن يفك أسر دموعه
لم يجد يوما القلب الذى يرتمى فيه ويبكى ويخرج كل ما فيه من حزن
لم يجد يوما دفء القلب الذى يحتويه
دفن كل أحاسيسه وقرر أن يعيش بدون حب
قرر أن يقتل كل ما فى قلبه من مشاعر
فظهور هذه المشاعر هو نوع من الضعف
وهو لا يحب أن يكون ضعيفا أبدا
ظل هكذا سنينا
ولكن كثرة الحزن
وكثرة الألم
كثرة الدموع المحبوسة
جعلت قلبه ينزف من عمق نهر الدمع داخله
مع كل هذا لم يفك أسر دموعه
طفلى الصغير
حنانيك على نفسك
رفقا بقلبك
دع الدمع يروى وجنتيك
فك أسرها ولو قليلا حتى تريح قلبك
القلوب الرحيمة كثيره حولك
ابحث فيها عن القلب الدافئ الذى يريحك
القى بنفسك داخله وارح قلبك
لو أرحت قلبك سيرتاح عقلك
فبيت داء العقل هو ألم القلب
فخفف الحمل عن قلبك وارح عقلك
لا تخف فالأمان فى الدنيا مازال موجودا
والحب الصادق مازال يعيش بيننا
والدفء الحقيقى مازال يدفئ قلوبنا ودنيانا
هناك شعاع أمل من الحب دائما
يأتى من بين سحب القسوة التى تملأ دنيانا
ابحث عنه حولك ستجده حتما
ليضئ قلبك وعمرك وحياتك يوما